أكيد- تناقضت مصادر صحية رسمية في تصريحاتها لوسائل إعلام حول نوع الحشرة التي اشتكى مواطن من بلدة الهاشمية في محافظة الزرقاء من تعرض أطفاله الثلاثة للسعاتها، على أن تقرير طبي صادر عن المستشفى فسر الإصابات بأنها ناتجة عن "لسعات لحشرات مستنقعية".
وفي الوقت الذي لم يحسم فيه الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور حاتم الأزرعي في تصريحات لوسائل اعلام نوع الحشرة التي تعرض للسعتها الأطفال، واستبعاده ان تكون ذبابة الرمل المسببة لمرض اللشمانيا ، أكد مدير صحة الزرقاء الدكتور ضيف الله الحسبان أن اصابات الأطفال بالطفح الجلدي في لواء الهاشمية ناتجة عن "بعوضة معروفة تنشط خلال فصل الصيف"، تعرف شعبيا بإسم "سويكتا".
كما لم يحدد الأزرعي عدد الحالات المصابة بلسعة الحشرة، وقال "حالات محدودة وغير معدية ولا تشكل ظاهرة مرضية"، فيما كشف مدير صحة الزرقاء عن أن عدد الحالات المصابة هي ست حالات لأطفال اشتكوا من الطفح الجلدي بعد تعرضهم للسعات.
وقال الدكتور الحسبان أنه تم تشكيل لجنة مختصة مشتركة من كوادر مديرية صحة الزرقاء وقسم الأمراض الطفيلية والحشرات في وزارة الصحة، حيث قامت اللجنة اليوم بإجراء مسح ميداني في لواء الهاشمية وأخذ عينات من الحشرات المتواجدة بطريقة علمية لاجراء الفحوص المخبرية.
وأشار الى ان نتائج المسح الميداني الأولية أظهرت ان سبب هذه الحالات (الطفح الجلدي) يعود الى حشرة البعوضة العادية المعروفة والتي تسبب لسعتها احمرارا في الجلد وحكة لدى بعض الأطفال.
الا أن وزارة الصحة لم تصدر بعد اية تصريح يوضح نوع الحشرة حيث قال الأزرعي، "أن وزارة الصحة شكلت فريقا (ليليا ونهاريا) خاصا لرصد هذه الحشرة ومعرفة نوعها"، مشيرا الى "أنه حال كشف فريق الاستقصاء عن نوع الحشرة سوف يتم الاعلان عن تفاصيل أدق وأشمل وعن طرق الوقاية والعلاج من لدغات تلك الحشرات".
وقال رئيس بلدية الهاشمية عبدالرحيم القلاب في تصريح لمرصد مصداقية الاعلام الأردني "أكيد"، إن "الحشرة معروفة لدينا شعبيا باسم "سويكتا" وتعتبر من فصيلة "ذباب الروث" وهي تنشط في فصل الصيف بمنطقة الهاشمية"، لافتا الى أن اللواء من البؤر البيئية الساخنة حيث يعاني السكان من ظواهر بيئية وصحية جراء مخلفات المصانع العاملة في المنطقة.
وقال القلاب ل"أكيد"، "الحشرة موجودة طوال فصل الصيف وتختفي مع دخول فصل الشتاء"، لافتا الى أن "تأثيرها يتفاوت بين شخص وأخر أو على ما يبدو هناك من اعتاد عليها ويتأثر بشكل بسيط من لسعتها، فيما يظهر على أشخاص أخرين طفح جلدي".
ولفت الى تشكل مستنقعات جراء مرور سيل الزرقاء في المنطقة، ويجب ان يتم تجريفها بشكل دائم حتى لا تتشكل وتتسبب في انتشار الحشرات خاصة خلال فصل الصيف، مؤكد أنه يتم القيام بأعمال التجريف للسيل مرة واحدة في العام وهذا لا يكفي لمقاومة الأثار البيئية السلبية للمستنقعات.
وقال الناطق الاعلامي باسم وزارة الصحة الدكتور حاتم الأزرعي ل"أكيد"، ان "ما يظهر للمواطن أو الجمهور تناقضا في التصريحات مرده أن الظواهر الصحية متغيرة، كما هو الأمر مع موضوع الحشرة في لواء الهاشمية، فعدد الحالات قد يتغير أو التطورات يمكن أن تختلف من وقت لأخر، الا ان ذلك لا يعتبر تناقضا حقيقيا".
وأضاف أن هذا الأمر "يدعونا الى التأكيد مجددا على ضرورة اعتماد الصحفيين على قناة معلومات واحدة ممثلة لوزارة الصحة خاصة في مثل هذه الحالات، كونها قضايا مرتبطة بصحة المجتمع ويمكن أن تؤثر أية معلومات غير دقيقة في إثارة الهلع والشائعات"، كاشفا عن تعرض 6 حالات للسعات، تلقت العلاج في مستشفى الزرقاء الحكومي وغادرت.
وحول موضوع الحشرة، قال "قد يكون ما يقال شعبيا صحيح، لكننا في الوزارة نمضي في مسار علمي لمعرفة الحشرة بشكل دقيق وبالتالي التعامل معها وتأمين كل ما يطلب لمكافحتها"، لافتا الى أن "هناك فريقا متواجد في الموقع ما زال يعمل على تجميع الحشرات ودراستها للخروج بالأنواع الموجودة ومنها الحشرة التي تتسبب بمثل هذه اللسعات".
ويعتبر لواء الهاشمية في محافظة الزرقاء من أكثر المناطق تلوثاً على مستوى المملكة بسبب وجود ثلاثة مصادر رئيسية للتلوث هي، مصفاة البترول الأردنية ومحطة الحسين الحرارية ومحطة الخربة السمراء للتنقية الطبيعية بالإضافة إلى بعض المصانع المتنوعة المتواجدة في المنطقة.
وكانت وسائل اعلام ومواقع الكترونية نشرت أخبارا حول الحشرة تحت عناوين مثيرة منها، "فريق لرصد لحشرة الغريبة التي أثارت الرعب في الزرقاء"، "انتشار حشرة غريبة في هاشمية الزرقاء..والصحة تشكل فريق أزمة"، " حشرات تتسبب بطفح جلدي لاطفال في الزرقاء (صور)"، حيث تخالف هذه العناوين المعايير المهنية التي تفرض ارتباط العنوان بمتن الخبر وعدم التهويل خاصة في مثل هذا النوع من الأخبار الذي يؤثر على السكان ويثير المخاوف بينهم.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2024 جميع الحقوق محفوظة Akeed