أكيد - رشا سلامة
أثارت صورة عامل الوطن المنحني؛ ليعتلي آخر ظهره لإزالة لوحة إعلانية، موجة من الامتعاض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أمس.
وغَلَبَ على تداول الصورة في الـ "سوشال ميديا" طابع الأخلاقية؛ ذلك أن اسم العامل وملامح وجهه لم يكونا ظاهرين، لكن ما حدث اليوم كان العكس؛ إذ هرعت وسائل إعلامية لاستضافته والإفصاح عن اسمه، لتدخل التغطية الإعلامية في حينها نفق التشهير والتبرير عوضاً عن إدانة السلوك الذي ظَهَرَ عبر الصورة.
وخَرَجت وسائل إعلامية بعناوين فاقعة، من قبيل "عامل الوطن في الصورة التي استفزت الأردنيين: هذا ما حدث معي" و"صورة تهز المجتمع الأردني" و"الصورة التي هزّت الأردنيين. شاهد"، فيما اختارت أخرى توصيف أن ما حدث مع عامل النظافة ينسحب على الدوائر الرسمية، لتجنح بعض الوسائل نحو إضفاء لمسة من البلاغة على العنوان مثل "نرجوكم.. اخلعوا أحذيتكم قبل أن تمتطوا ظهورنا".
وكانت وسائل إعلامية قد نشرت بيان أمانة عمّان حول الصورة المنشورة، فيما انبرت أخرى للتأكيد على موقف أمانة عمّان مما حدث وأنه لا يعدو كونه تصرفاً فردياً.
وتناولت وسائل إعلام عربية الصورة وإرهاصات تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
مازن فراجين: الأمر حُمّل ما لا يحتمل واجتهد كل منهما ولم يصيبا
مدير المركز الإعلامي في أمانة عمّان مازن فراجين يقول لـ "أكيد" إن التحقيق الذي تجريه الأمانة هو "للوقوف على ما حدث وسماع رواية عامل الوطن وزميله وإظهار هذه الرواية للجمهور".
يرى فراجين أن الأمر "حُمّل ما لا يحتمل"، موضحاً "اجتهد كل منهما ولم يصيبا، وكلنا مُعرّض لهكذا أخطاء في العمل".
لا يجد فراجين في الإفصاح عن اسم العامل وهويته إهانة "ذلك أنه وافق على هذا صباح اليوم عند سؤالي إياه، كما أن التجريح والإهانة هي ما حدث أمس حيال أمانة عمّان عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
يؤكد فراجين أن عامل الوطن كان "متفاجئاً جداً من ردود الفعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ ذلك أنه لا يعرف هذه الوسائل ولا يعرف معنى الصحافي المواطن وقد تصرف بعفوية تامة".
خالد القضاة: استضافة عامل الوطن والكشف عن اسمه فيه إساءة
يعلّق المدرّب الإعلامي خالد القضاة على ما سبق، قائلاً "لا يقلّ خطأ من نشر اسم هذا العامل واستضافه عمّن اعتلى ظهره؛ إذ إن الإفصاح عن اسمه وهويته خطأ لا يُحاسب عليه القانون لكن تُحاسِب عليه الأخلاقيات"، مُعتبِراً أن استضافة الرجل والكشف عن اسمه "فيه إساءة لكرامته وأصله وعائلته".
ويضيف لـ "أكيد" أن على الإعلام "الانحياز للمتضرّر ووقف نشر أي مادة قد تنطوي على إساءة له أو فيها تلميع لمسؤول مخطئ أو تخفيف الضغط عنه".
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2024 جميع الحقوق محفوظة Akeed