من صنع أخبار فاجعة البحر الميت؟

  • 2018-10-29
  • 12

أكيد - آية الخوالدة

تصدرت مديرية الدفاع المدني مصادر الأخبار المتداولة في وسائل إعلام حول حادثة سيول "زرقاء ماعين" التي تسببت بوفاة 21 شخصا واصابة 43 أخرين، خلال أيام الخميس والجمعة والسبت 25-27 تشرين الأول 2018، وفق رصد علمي أجراه "أكيد" شمل أربع صحف يومية هي "الغد، الرأي، الدستور والسبيل"، وأربعة مواقع إلكترونية "عمون، خبرني، سرايا والوكيل".

وتوزعت المواد حسب نوع المادة على الأخبار بعدد 254 خبرا بنسبة 84.67%، و22 تقريرا بنسبة 7.33%، بالإضافة إلى 24 مقالة بنسبة 8%، وهو أمر طبيعي أن تتصدر الأخبار في مثل هذه الحادثة التي تحتاج إلى مواكبتها أولا بأول بهدف اطلاع الرأي العام على ما يستجد حتى اكتمال الصورة.

رئيس الوزراء يحل خامسًا والناطق الرسمي في المرتبة 11 ضمن ترتيب المصادر

 

وتفصيلا، كانت مديرية الدفاع المدني مصدرا لـ 55 مادة بنسبة 19.92% من أصل 300 مادة تم رصدها خلال هذين اليومين في الصحف والمواقع المشمولة بالرصد، فيما حلت وزارة الصحة في المرتبة الثانية بعدد 25 مادة نسبتها 9.05%.

وتساوى في المرتبة الثالثة مصدران للمواد هما مواقع التواصل الاجتماعي ووزارة التربية والتعليم بعدد 22 مادة ونسبة 7.97% لكل منهما، حيث تناقلت منصات التواصل   فيديوهات وقصصا حول أهالي الضحايا إلى جانب وثائق مسربة تتعلق بالكتب الرسمية المتبادلة بين وزارة التربية والتعليم وإدارة المدرسة بخصوص تنظيم الرحلة.

وجاءت تصريحات وزارة التربية ضمن هذا الترتيب لارتباط الحادثة بالرحلة المدرسية التي سيرتها مدرسة "فيكتوريا" إلى المنطقة، ما تسبب بوقوع ضحايا واصابات بين طلبة وكادر المدرسة.

وفي المرتبة الرابعة، حلت روايات من أهالي الضحايا والبيانات الصحفية الصادرة عن الأمن العام والناطق الإعلامي في المديرية، حيث اعتمدت الوسائل الإعلامية الثمانية على هذين المصدرين في 21 مادة خبرية لكل منهما بنسبة 7.60%.

وكان رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز مصدراً لـ 16 مادة خبرية سواء من خلال تصريحاته أو ما ينشره على صفحته الرسمية في "تويتر" بنسبة 5.79%، وهي ذات النسبة لوزارة الأشغال العامة والإسكان، ليأتي كل منهما في المرتبة الخامسة ضمن مصادر المواد الصحفية المنشورة في الوسائل الإعلامية المرصودة.  

وبعد العثور على جثامين الضحايا برز دور المركز الوطني للطب الشرعي من خلال تصريحات مديره الدكتور أحمد بني هاني والتي جاءت في المرتبة السادسة ضمن المصادر بواقع 15 مادة خبرية بنسبة 5.43%، وتبعها في المرتبة السابعة اللجنة المشكلة للتحقيق في الحادثة برئاسة نائب رئيس الوزراء الدكتور رجائي المعشر بواقع 14 مادة بنسبة 5.07%.

وحل في المرتبة الثامنة المختصون والخبراء بعدد 12 مادة ونسبة 4.34%، والتاسعة وزارة المياه والري بواقع 8 مواد تشكل نسبة 2.90%، العاشرة النيابة العام والادعاء العام 7 مواد بنسبة 2.53%.

وحلت الناطق الرسمي باسم الحكومة في المرتبة الحادية عشرة، بواقع 6 مواد تشكل نسبة 2.17% ضمن مصادر الأخبار، ثم لجنة التربية النيابية ووزارة السياحة والآثار في المرتبة الثانية عشرة بواقع 5 مواد لكل منهما بنسبة 1.81%.

ولم تشكل القوات المسلحة وقوات الدرك مصدرا للمعلومة سوى في 3 أخبار بنسبة 1.08%، ومصادر أخرى بذات النسبة 1.08%، لتأتي هاتين الفئتين ضمن المرتبة الثالثة عشرة.

وطرحت المقالات البالغ عددها أربع وعشرون مقالة بنسبة 8% تساؤلات تركزت على الأسباب الحقيقية لحادثة البحر الميت، مطالبين الحكومة بمساءلة المقصرين ومحاسبتهم ومشيرين الى الخلل المتكرر في تعامل الحكومة مع الأزمات التي تكررت في الأردن على مدار السنوات السابقة.

التوازن وغياب الرواية الرسمية

توزعت الأخبار والتقارير الصحفية المنشورة ما بين متابعة الحدث أولا بأول وبين نشر البيانات الصحفية الصادرة عن المؤسسات الحكومية أو المنظمات والنقابات المستقلة، إلى جانب تصريحات المسؤولين والإجراءات المُتخذة في مثل هذه الحالات، لذلك غلب على معظمها التوازن. 

ولطالما شكل غياب الرواية الرسمية الصادرة عن الإعلام الرسمي بمؤسساته وشخوصه، مساحة لانتشار الشائعات وإدارة الأزمات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والتي غالبا ما تتداول معلومات غير صحيحة تمخض عنها صدور عشرة شائعات تتعلق بجوانب مختلفة من الحادثة وأسبابها.

والملفت أن الحكومة لم تعقد أي مؤتمر صحفي حول تفاصيل الحادثة رغم مرور أيام على انتهائها، مكتفية بتصريحات منفصلة لمسؤوليين حكوميين، لم تجب على استفسارات كثيرة يطرحها رواد منصات التواصل الاجتماعي حول الأسباب، وتفصيلات الضحايا من قبيل عدد الأطفال المتوفين والمصابين وأعمارهم، ومنهم من طلاب وكوادر المدرسة وما هي هويات الضحايا الآخرين.   

وقدم جهاز الدفاع المدني من خلال الناطق الإعلامي باسمه الرائد إياد عمرو، المعلومات أولا بأول حول ازدياد عدد الضحايا أو خبر العثور على ناجين، حيث شكل اللبنة الأساسية في الأخبار المنشورة، فيما انشغلت المؤسسات الحكومية مثل وزارة الأشغال ووزارة السياحة ووزارة التربية والتعليم بإصدار البيانات الصحفية التي تنأى من خلالها بنفسها عن مسؤوليتها تجاه الحادثة.

وأوحى تركيز وسائل إعلام في أخبارها على "تغيير خط سير رحلة" المدرسة، بأنها السبب الرئيسي في هذه الحادثة التي ارتبطت أسبابها بعوامل كثيرة، كما أن هناك ضحايا واصابات بين المتنزهين من خارج الرحلة المدرسية.

منصات التواصل

اللافت في المواد المنشورة في الوسائل الإعلامية الثمانية استعانتها بالفيديوهات والصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي بالأخص المواقع الالكترونية التي كانت حريصة على نشر صور وفيديوهات توثق اللحظات الأولى للفيضان ومحاولات انقاذ المصابين، بالإضافة إلى الفيديوهات التي وثقت انقاذ احد الغطاسين لمجموعة من الطلاب، ومحاورة  الناجين خلال تلقيهم للعلاج في المستشفى أو داخل بيوتهم بعد عودتهم إليها.

وفي ظل المعلومات العديدة التي انتشرت حول أسباب حدوث السيول والفيضانات، استعانت الوسائل الإعلامية المرصودة بجملة من الخبراء والمختصين، منهم نقيب الجيولوجيين ونقيب المهندسين ورئيس سلطة وادي الأردن وعدد من الخبراء الهندسيين.