تغطية السيول: شائعات أقل ومخالفات مهنية أكثر

  • 2018-11-09
  • 12

أكيد – رشا سلامة

 جملة من المخالفات المهنية والأخلاقية شابت تغطية السيول التي حدثت في الأردن في غضون اليومين الماضيين، كان أبرزها العناوين التي تحمل طابع الإثارة، والتناقض في نقل الأرقام وتحديداً ما يتعلّق بالسيّاح الإسرائيليين، بالإضافة لاستثمار مآسٍ شخصية كوسيلة جذب للمتلقي عبر العناوين والفيديوهات والصور، بحسب رصد أجراه "أكيد"، على مدار يوميّ 10 و11 تشرين الثاني.

وأظهرَ الرصد ما يزيد على 173 مادة صحافية كتِبت حول الأمر، محلياً وعربياً، انحصرت في الأخبار والمتابعات الخبرية فقط، في مقابل حضور خافت للشائعات هذه المرة، مقارنة بالسيول التي حدثت قبل أسبوعين والتي رَصَدَ "أكيد" وجود 10 شائعات بارزة فيها.

الناطق الرسمي باسم الحكومة كانت متواجدة  بتصريحاتها هذه المرة أكثر من المرة الماضية؛ إذ تواجدت في متن 17 مادة خبرية، في مقابل 6 مواد من أصل 254 مادة حول السيول الماضية في "زرقاء ماعين"، لتحلّ آنذاك في المرتبة 11 ضمن من صاغوا أخبار "فاجعة البحر الميت"، وفقاً لما توصّل إليه "أكيد".

تناقض في أخبار السيّاح الإسرائيليين

كان هذا الخبر على رأس ما تم تناقله عبر المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وبحسب ما رصده "أكيد"، فقد كُتِب حول هذا الجانب ما يزيد على 38 خبراً ومتابعة خبرية، وكانت سمتها الأبرز التناقض في الأرقام الواردة.

ثمة من ذكر أن عدد السيّاح الذين فقدوا ثلاثة، فيما تناقلت مواقع أخرى أنهم أربعة أو خمسة وأن هناك سادسا مفقودا أيضاً. الأطراف التي أدلت بهذا الخبر والأرقام الواردة فيه كانت الناطقة باسم الحكومة جمانة غنيمات ومصادر إسرائيلية رسمية وإعلامية.

وحتى حين وَرَدَ خبر مفاده العثور على أربعة سيّاح إسرائيليين، فقد انطوى الخبر ذاته على تشكيك في الأرقام.

الجانب الإسرائيلي يبدو حاضراً بحسب ما رَصَدَ "أكيد" في المواد الإعلامية التي يجري يتناقلها إبّان الكوارث الطبيعية؛ إذ جرى التطرّق لهذا الشأن في السيول التي أصابت الأردن قبل أسبوعين، فوَرَدَت أخبار ثبتت صحتها حول مشاركة مروحيات إسرائيلية في البحث عن مفقودين، ليتبيّن أن بعضها كان محض شائعات كمثل قول إن هناك مصابين أردنيين جرّاء السيول يتلقّون العلاج في مستشفى "هداسا".

 

عناوين تنطوي على تهويل وإثارة

العناوين التي حمَلت طابع الإثارة والتهويل والمبالغات كانت حاضرة في تغطية السيول التي داهمت الأردن، وكان من بينها "فاجعة أخرى.. السيول تقسم الأردن إلى شطرين" و"سيول الأردن.. قتلى ومفقودون وإجلاء الآلاف وتعليق الدراسة" و"سيول الأردن.. فرق الإنقاذ تسابق الزمن للبحث عن مفقودين" و"نداءات استغاثة وأمطار جارفة ترعب الأردنيين.. ارتفاع عدد ضحايا السيول إلى 9 قتلى- (فيديوهات)"، و"الأردن تحوّل المدارس لمراكز إيواء مؤقتة لمن تركوا منازلهم بسبب السيول"، ولعل اللافت في معظم هذه العناوين كونها تعود لوسائل إعلامية غير أردنية.

وجرى استغلال بعض التفاصيل الإنسانية المؤلمة لاستقطاب المتابعين، فظهرت عناوين من قبيل "تفاصيل مؤلمة حول وفاة الحديثات وابنته في سيول الأردن"، و"بالفيديو.. انتشال طفلة من مركبة والدها في سيول الأردن وارتفاع الضحايا إلى 7"، و"شاهد.. لحظة انتشال طفلة سنتين من سيارة والدها في سيول الأردن"، وهو ما نبّه "أكيد" مراراً على كونه مجافٍ للمهنية والمعايير الأخلاقية في التغطيات الصحافية.

 

ربط الحادثة بأحداث تاريخية ودول عربية أخرى

جنحت بعض الوسائل الإعلامية في تغطيتها حادثة السيول للربط بينها وبين أحداث سابقة يعود بعضها لعشرات السنين، حين داهمت السيول منطقة البتراء على سبيل المثال، وكان هذا التناول بارزاً أيضاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وظهرت عناوين في هذا الصدد من قبيل "إخلاء السياح وإغلاق البتراء بسبب سيول جارفة لم يشهدها جنوب الأردن منذ 60 عاما- (فيديوهات)" و"البترا شهدت سيول لم تشهدها المدينة منذ 50 عام .. تفاصيل" و"السيول في البترا عام 1963 تقتل 21 سائحة فرنسية و 3 رجال، والملك حسين يتوجه إلى الموقع".

وكانت مواقع إلكترونية ووسائل إعلامية قد ربطت بين السيول في الأردن وبين تلك التي أصابت الكويت قبل أيام وأطاحت بوزير الأشغال هناك.