شائعات السدود مستمرة من "ماعين" إلى "الوالة"

  • 2018-11-10
  • 12

أكيد – رشا سلامة

ربطت وسائل إعلام بين السيول التي تشكّلت في اليومين الماضيين وبين سد الوالة، الذي وُصِف بأنه "عُرضة للانفجار" و"عُرضة للانهيار" وبأن ما حدث من سيول، أغرقت 12 ضحية وأصابت عشرات، هو نتيجة لعدم جاهزيته، كما راجَت شائعة مساء الجمعة 9 تشرين الثاني، مفادها "انهيار سد الوالة"، وهو ما سارعت وزارة المياه والريّ لنفيه مباشرة.

التعامل الآنف شبيه بما حدث قبل أسبوعين، حين رُبِط بين سد وادي "زرقاء ماعين" وبين السيول التي أودت بحياة 21 ضحية في منطقة البحر الميت، وهو ما نفاه "أكيد" آنذاك، وأدرجه ضمن الشائعات التي وَسَمَت تلك الأحداث.

الأمر ذاته، يظهر الآن من خلال الربط بين سد الوالة وبين السيول، على الرغم من نفي الناطق باسم الحكومة جمانة غنيمات ذلك مراراً، وتعاملها مع تلك الأخبار على محمل الشائعات، وتنبيهها لضرورة استقاء المعلومة من مصدرها الرسمي، قائلة إن سد الوالة ليس مهدداً بالانهيار، وأن الفيضان فيه تراجع إلى 60 مترا مكعبا في الثانية، ثم إلى 20 مترا مكعبا في الثانية.

الناطق باسم وزارة المياه والريّ عمر سلامة يقول لـ "أكيد" إن التعامل مع شائعات الـ "سوشال ميديا"، "بات عصياً على الإحاطة والمتابعة في مرات". ويوضح "حين نصدر بياناً رسمياً نقول فيه إن جاهزية السدود عالية وأنها قادرة على التعامل مع الأمطار ونحذر في الوقت ذاته من الاقتراب من مجاريها ومجاري السيول، فنرى شائعات تقول غير ذلك عبر السوشال ميديا. ماذا نفعل حينها؟".

ويصف سلامة الرواية الرسمية المتعلقة بالسدود بـ "الواضحة ومحددة المعالم والتفاصيل ولا لبس فيها"، لافتا الى "الأرقام التي لا تنفكّ تتوالى حول السدود وسعتها التخزينية وعمليات التوسعة الجارية عليها"، ومنها سد الوالة الذي يقع على بعد 20 كيلومترا جنوب مدينة مأدبا على شمال الطريق الملوكي المؤدي إلى ذيبان، وهو سد خرساني في الوسط وترابي من الجانبين، يستعمل للري والتغذية الجوفية.

الأمر ذاته، يشير إليه مدير السدود في وزارة المياه هشام الحيصة، قائلاً في تصريحه لـ "أكيد" إن السد "جاهز للتعامل مع ما جاء من أمطار ومع ما سيأتي"، مردفاً "الأرقام واضحة، سعة سد الوالة التخزينية 9 ملايين و300 ألف متر مكعب، وفي عُمر السدود يقل التخزين الحي للسد تباعاً وهو ما حدث مع الوالة، فصارت سعته 8 ملايين و 176 ألف متر مكعب".

يكمل الحيصة "استقبل السد خلال يوم الجمعة 3 ملايين و 200 ألف متر مكعب، وصرّف كمية فيضانات حوالي 2 مليون متر مكعب. ونقوم الآن بإعلاء السد لرفع سعته التخزينية لـ 25 مليون متر مكعب. وينتهي المشروع بنهاية 2020 وقطعنا منه شوطا العام الأول".

وجرى تداول اسم سد الوالة في عدد من الأخبار، في سياق البحث والتمشيط عن ضحايا ومفقودين، لتختار وسائل إعلامية عناوين كرّست الربط بين ما حدث وبين سد الوالة، من قبيل "قوات الدرك تدفع بتعزيزات من القوى البشرية والآليات إلى سد الوالة.. صور"، كما نشطت مواقع إلكترونية في عرض الصور الجوية للسدّ منذ بدء الأزمة.

واختارت مواقع إلكترونية عناوين حملت كثيراً من التهويل، كما في "تحذير رسمي : سد الواله قد ينفجر"، وهو ما نفته وزارة المياه والريّ، ليظهر هناك تناقضا بين العنوان والمتن كما في أخبار نسِبت للحيصة، لتأتي أخبار أخرى في سياق التحذير من فيضان السد.

وأفردت وسائل إعلام الكثير من الفيديوهات والصور الخاصة بالعمليات التي جرى فيها البحث عند سد الوالة في أعقاب الفيضانات الأخيرة، لتبث حسابات أخرى عبر موقع "يوتيوب" مشاهد للماء المتدفق من السد.