أكيد – رشا سلامة -
استخدم تقرير تلفزيوني مصوّر، يتناول الأضرار التي خلّفتها الأمطار الغزيرة على منطقة وسط البلد، موسيقى تصويرية تثير انفعال المتلقّي وتوجّهه نحو مسار استدرار العاطفة أو تأجيج الغضب، ما يُعيد طرح سؤال المعايير المهنيّة الواجب تحرّيها عند استخدام الموسيقى التصويريّة في تقارير الفيديو، التي تتوالى تباعاً، وتحديداً عبر صفحات التواصل الاجتماعي الخاصّة بالوسائل الإعلامية.
تقول بيان التلّ، المستشارة في معهد الإعلام الأردني والمدير العام السابق لمؤسّسة الإذاعة والتلفزيون: إنّ الموسيقى التصويريّة تُستخدَم في مرات كثيرة في البرامج الوثائقيّة أو تقارير الفيديو، بدرجة صوت لا تُهيمن على الكلام المحكي والمكتوب، ومن دون أن تميل للتأثير على العاطفة بشكل مباشر، "حينها فإنه لا مانع من استخدامها".
وتضيف التلّ: "بل قد يرفد هذا التقرير، حين تكون الموسيقى محايدة وحين تُختار مرة بإيقاع نشط ومرة أخرى بإيقاع هادئ، وهكذا"، مُستدركةً "غير أنّ ثمة استخدام غير مهنيّ للموسيقى، حين تسعى الوسيلة الإعلامية لاستثارة عواطف الآخرين ودفعهم في مسار منحاز؛ إذ إنّ وظيفة المادة الإعلاميّة إظهار الواقع بموضوعيّة ومن دون أيّة محاولة لتوجيه المتلقّي".
نجلاء العمري، الأكاديمية في معهد الإعلام الأردنيّ، والإعلاميّة في قناة "بي بي سي" سابقاً، تختزل ضوابط استخدام الموسيقى التصويريّة بقول "أن تكون مُبرّرة"، مشيرةً إلى أنّ كل حالة تُعالَج على حدة، وأن لا شيء يحول دون استخدام الموسيقى التصويرية، شريطة أن يكون ثمة مسوّغ لاستخدامها في التقرير، بحسبها.
سعد حتّر، المدرّب والإعلامي في قناة "بي بي سي" سابقاً، يقول: إنّ استخدام الموسيقى التصويريّة في التقارير الإخباريّة "يجب أن يكون في الحدود الدنيا، بل أقلّ من ذلك"؛ للأسباب المذكورة أعلاه.
ويوضّح حتّر أنه "لا يصحّ إسقاط الموسيقى والدلالات التي تحملها على التقرير الإخباريّ تحديداً، كما أنّ هذه ممارسة غير دارجة"، ليسوق المثال حول وثائقيّات وبرامج في "بي بي سي" كانت تستخدم في مرّات مقاطع من أغنية، وليس مقطوعة موسيقيّة فحسب، متوائمة مع روح التقرير وفكرته، لكن هذا لم يحدث في تقارير إخباريّة - على حدّ قوله -.
وحول استخدام الموسيقى التصويريّة في مواد الفيديو الإعلاميّة، يُذكّر "أكيد" بضرورة:
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2024 جميع الحقوق محفوظة Akeed