أكيد – رشا سلامة -
تناوَلت مادة صحافية، منشورة في صحيفة يومية بتاريخ 1 يوليو 2019، قضيّة عاملات المنازل بنبرةٍ تجافي المهنيّة، وبلغة تقترب من خطاب الكراهية، من خلال استخدام الوصم والتنميط، بعبارات تنطوي على تشكيك في أثر وجود عاملات المنازل دينيّاً ونفسيّاً على الطفل، ما خرَجَ بالمادة نحو فضاءات التعميم والاستسهال في إطلاق الأحكام، ما قد يُكرّس بدوره من الصورة النمطيّة السلبيّة المرسومة عن هذه الفئة.
وإن كان منوطاً بالصحافة مناقشة القضايا العالقة اجتماعيّاً وتسليط الضوء على ظواهر سلبيّة في المجتمع، من قبيل إهمال أمّهات تربية أطفالهنّ ووضع العهدة كاملة في مسؤوليّة عاملة المنزل، فإنه من غير المهنيّ سوق مادة كاملة لا آراء مُنصِفة فيها، وإبراز وجهة نظر سيّدة تتحدّث عن تجربتها، واستعراض آراء ثلاثة خبراء لم يتناولوا سوى الجانب السلبيّ في ظاهرة عاملات المنازل، وبتلميحات تمسّ الجانب الدينيّ في مرّات، بل ثمّة اتهامات أكبر من ذلك عزاها الخبراء لوجودهنّ مثل "انفصام اللاشعور" و"مشاكل نفسيّة واجتماعيّة" و"مشاكل في النموّ الانفعاليّ العاطفيّ" و"الطفل سيدفع ثمناً غالياً من مستقبلة في مرحلة الشباب" و"لا يشعر الطفل بالانتماء للغته ومجتمعه" و"يصبح مُنكسراً عاطفياً" و"مُعرّضاً للانحراف".
ويُنتظَر دوماً من المادة الصحافيّة المهنيّة أن تسوق الأرقام والإحصائيّات وأن تُعزّز من الآراء الواردة فيها (لا سيّما تلك التي تنطوي على اتهامات) بإفادات من مصادر مختصّة مثل الجهات الأمنيّة، والمؤسّسات المعنيّة بحماية الأسرة وحقوق الطفل؛ لأجل إحداث نوع من التوازن.
يُعلّق د. صخر الخصاونة، أستاذ التشريعات الإعلامية، في معهد الإعلام الأردني، على ما سبق، بقوله:
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2025 جميع الحقوق محفوظة Akeed