"القيمة الشِّرائيّة للدِّينار": غياب للمصدر الموثوق وتضليل في تغطية وسائل إعلام

  • 2019-09-02
  • 12

 أكيد- نشرت وسائل إعلام محليّة، مادة صحافيّة حول توقعات كاتب أردني بانخفاض القيمة الشرائيّة للدينار الأردني في قادم الأيَّام، الأمر الذي عاد به "أكيد" إلى مصدر أكاديمي مختصّ وموثوق والذي نفى ذلك؛ لأسباب اقتصاديّة علميّة منطقيّة.

ووقعت وسائل الإعلام بمخالفات مهنيّة تمثلت بعدم الرجوع إلى مصدر أكاديمي مختصّ وموثوق، كما أنها لم تأخذ البيانات الخاصّة بالبنك المركزي وتحلّلها بناء على ما ورد في حديث الكاتب، واستخدمت عناوين قد تسبّب خوفًا لدى المواطنين دون دليل علميّ مقنع.

وعاد "أكيد" إلى أستاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك الدكتور قاسم الحموري وسأله عمَّا ورد في الأخبار المنشورة، وقال: إنَّ الأردنَ مستقرٌ سياسيًا ونقديًا، وهناك رصيد جيّد من العملات الأجنبيّة، والطلب دائم على الدينار من قبل المغتربين، وهذا يجعل القيمة الشرائيّة للدينار ثابتة في مقاييس علم الاقتصاد ولا خوف عليها.

وأكد أنَّ التوقعات تصبح حقائق خاصة عند المواطنين، وهذا لا يُنصح بالحديث فيه مع توفر عوامل الاستقرار السياسيّ والنقديّ وعدم تغيّرها، ووجود عُمُلاتٍ صعبة تدعم الدينار وتحافظ على قيمته.

وعاد "أكيد" إلى بيانات البنك المركزي الأردني، والتي أشارت إلى ارتفاع الاحتياطي من العملات الأجنبية في الأيّام الأخيرة، بالإضافة إلى انخفاض مؤشر التَّضخم، وهي علامات جيّدة ومطمئنة.

ونشر كاتب صحافي وجهة نظر شخصية على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتحدَّث فيها عن القيمة الشرائيّة للدينار، ثُمَّ عاد ونشر مرة أخرى توضيحًا يؤكد أنه قصد من منشوره الأول القيمة الشِّرائيّة.

ونقلت وسائل إعلام هذه المادة دون الرجوع إلى مصادر موثوقة، ونشرتها تحت عنوان"... اشتروا ذهب أو أرض ولا تخبئوا دنانيركم"، وتراجعت وسيلة إعلامية عن نشر المادة وحذفتها عن الموقع بعد ساعات من نشرها.

ويُنبّه "أكيد" إلى المعايير المهنية التي تحكُم عمل وسائل الإعلام عند نشرها أيّة مادة إخباريّة، ومن أبرزها: مراعاة المصلحة والخدمة العامة، والتَّحقق من الأرقام الاقتصادية، والعودة إلى مصدر موثوق، والمصادر الموثوقة من أبرز خصائصها أنْ تكون أكاديميّة مختصّة، بالإضافة إلى التوازن والمهنيّة والموضوعيّة.