أكيد – تمارا معابره -

تناقلت وسائل إعلام أردنية ومواقع تواصل اجتماعي، خبراً مفاده أنّ عاصفة شمسية قوية ستضرب الأرض  يومي الخميس والجمعة القادمين، وصُنِّفت أنها من النوع القوي لكنها تؤثر فقط على الاتصالات ومولّدات الكهرباء، وأجهزة تحديد الموقع الجغرافي وأحياناً على الاتصالات الفضائيّة، مُستندةً في ذلك إلى رأي خبير، الأمر الذي تحقق منه "أكيد" واتضّح عدم دقّته.

وأكّد الدكتور حنا صابات، الباحث والمختصّ بعلوم الفلك في المركز الإقليميّ لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء لـ"أكيد" أنّ ثقباً كبيراً تشكّل مؤخّراً في الغلاف الجويّ للشمس في الجهة المواجهة للأرض، تهبّ منه حاليّاً رياح شمسيّة في اتجاهنا وهي غازات "متأيّنة" تتألّف بشكل رئيس من البروتونات، وأنوية الهيليوم، والإلكترونات، وقد يحصل أوّل تلامس لهذه المواد الغازية مع الغلاف الجويّ الأرضي خلال الساعات المتأخرة من اليوم الخميس 24 تشرين الأوّل ، وفي موعد لا يتجاوز يوم غد الجمعة 25 تشرين الأوّل.

ويضيف صابات أنّ خبراء الوكالة الأمريكيّة للغلاف الجويّ والمحيطات أوضحوا أنّ هناك فرصة بنسبة 45٪، تقريباً، لحدوث عواصف جيومغناطيسية من فئة G1 لدى وصول تدفّقات الرياح الشمسيّة، علماً بأنّ الفئة G1 تُعدّ عاصفة ضعيفة  جداً ذات تأثيرات محدودة على شبكات توليد الطاقة الكهربائيّة وعلى عمل الأقمار الصناعية، لكنها قد تسبّب ظاهرة الشفق القطبي عند خطوط العرض العليا.

ويشير صابات إلى أنّه لا توجد أيّة مصداقية علميّة لما نُشر من أنباء مبالغ فيها في بعض المواقع الإخبارية من أنّ هذه العواصف تُصنّف من النوع القويّ وأنها سوف تؤثر على الاتصالات ومولّدات الكهرباء وأجهزة تحديد الموقع.

بدوره، أوضح مدير عام دائرة الأرصاد الجويّة المهندس حسين المومني أنّه عند الحديث عن التوقّعات لأكثر من أسبوع فإنّ نسبة الخطأ تصل حوالي 50% وليس من السهل التوقّع إن كان هناك عواصف شمسيّة أو غيرها في ظلّ الظروف الجويّة المتقلّبة في هذا الوقت من العام، لأنها من الممكن أن تتبدّد بفعل التغيّرات المناخيّة.

ويُذكّر "أكيد"، في هذا الصدد، بضرورة تحرّي الدقة عند النقل، لا سيّما عن المصادر غير الرسميّة، وألاّ تنزلق المادة الصحافيّة لتناقل معلومات قد تثير الرأي العام من دون التثبّت من صحّتها قبل النشر، ويتحقق ذلك من خلال استطلاع آراء الجهات المتخصّصة والرسميّة، وعدم اكتفاء الصحافيّ بدور الناقل على حساب الدقة والتوازن في التغطية.