ترجمة بتصرّف: رشا سلامة -
حين تهمّ بمحاورة ضحايا مأساة ما، سواءً أكانت حرباً، أو تعنيفاً، أو أيّ من مشارب المأساة في العالم، فإنّه يجدر بك كصحافيّ مراعاة قواعد مهنيّة وأخلاقيّة عدّة؛ لتوائم بين مصلحة الضحيّة واحترام إنسانيّتها، قبل كلّ شيء، وبين أداء عملك الصحافيّ على الوجه الأتمّ.
في ما يلي بعض القواعد المهنيّة والأخلاقيّة التي يجدر بك مراعاتها عند محاورة الضحايا:
- عرّف بذاتك كصحافي بشكل وافٍ. اسمك الكامل والجهة التي تجري الحوار لصالحها. لا تُزوّر أيّ من معلوماتك الشخصية أمام الضحايا.
- حضّر جيداً؛ إذ لن يكون لطيفاً ولا مهنيّاً محاورة الضحايا من دون الإحاطة بالتفاصيل التي ستذهب لمناقشتها.
- كن متيقّظاً لحساسيّات من تحاورهم. انتبه لاعتبارات الدين، والجنس، والتفاصيل الشخصيّة التي قد تمسّ الضحايا. كن حذِراً وانتق ألفاظك بعناية.
- لا تستخدم روايات الضحايا لأغراض سياسيّة. تذكّر أن الأولويّة للاعتبار الإنساني.
- توقّع في خضمّ مقابلتك الضحايا، لا سيّما إن لم يمضِ وقت طويل على المأساة، أن يتخلّل الحوار لحظات غضب، أو ضعف، أو بكاء. كن إنسانيّاً ولا تُظهِر ضيقك، وانتبه من إظهار أيّ نوع من التذمّر أو الاستياء، حتى وإن طُلِبَ منك إنهاء الحوار.
- تأكّد من مدى أهليّة المتحدث للإدلاء بتصريحات مسؤولة يُعتدّ بها. إن شعرتَ أنّ الضحية أمامك ليست بكامل الاستعداد أو الوعي لتقديم إفادة مسؤولة، فتوقّف عن الحوار بلُطف.
- تأكّد من مدى قبول الضحيّة التقاط الصور والفيديوهات لها. تأكّد، أيضاً، أنّك لا تصوّر لحظات انهيار وضعف إنسانيّ.
- لا تقطع وعوداً لست قادراً على الإيفاء بها. تعامل بإنسانيّة مع الضحايا، لكن لا تقطع وعودا صعبة لهم، وأفهمهم أنّ الدور الذي تقوم به يقتصر على إيصال صوتهم ومطالبهم العادلة.
- وجّه أسئلة محدّدة واضحة، ولا تتلاعب باللغة، أو تحاول استمالة المتحدّث لتقديم إجابة تريدها أنت.
- نوّه للضحية وكن متأكداً بنفسك من أيّة تعقيدات قانونيّة مرتبطة بالحكاية. كن حذِراً من الناحية القانونيّة، ولا تتعجّل في إصدار أحكام لم يبتّ فيها القضاء، وكن واعياً للتفاصيل التي تذكرها؛ لئلا تؤثر لاحقاً على مستقبل الضحيّة، لا سيّما ما يتعلّق بالاعتداءات الجنسيّة.
- كن متأكداً أنك قد أحطت بتفاصيل الحكاية ومعلوماتها بشكل كافٍ. لا تكتب قصة معتمداً على رواية طرف فقط. ابحث وتأكّد من المعلومات والأرقام الواردة بشكل وافٍ.
- كن حذراً من إيراد تفاصيل التعذيب، أو الاعتداء، أو العنف الحاصل. انتبه للمحاذير الأخلاقيّة وتلك الأمنيّة؛ إذ لربما تكون هذه التفاصيل ملهمة لمن يرغب بارتكاب الفعلة ذاتها.
- تفهّم الحساسيّة من الإعلام والإعلاميّين في مرّات، لا سيّما حين يكون طابع المعاناة تاريخيّاً وجماعيّاً. لربما تكون هنالك تجارب مؤسفة مع الإعلام في السابق. كن صبوراً ومتفهّماً.
- لا تتورّط في مجادلات سياسيّة وقيميّة مع الضحيّة. لا تحاول أن تكون وصيّاً على الأفكار والمعتقدات والرؤى. مارس دوركَ بتجرّد عن أيّة معتقدات، أو ميول، أو انحيازات مُسبَقة.
- لا تتورّط في أسئلة تستدرّ العاطفة، أو تستفزّ، أو تُسبّب مزيداً من الأذى النفسيّ، من قبيل "هل ستسامح؟".
- انتبه من سوق أيّة اتهامات، أو تهديدات، أو تفاصيل ضمن مادتك الصحافيّة، قد تستدعي ملاحقتك قضائيّاً، أو قد تتسبّب بملاحقات قضائيّة للضحيّة.
- إن شعرتَ بالخطر، انسحب فوراً من الحوار الصحافيّ، ولا تتورّط إن حاول أحد المتواجدين أو حتى الضحيّة استدراجك للغضب، أو الاصطفاف، أو محاولة إيذاء الآخرين.
- إن طلبَ الضحيّة الاطّلاع على الحوار قبل النشر، فلا تعِد بهذا ما لم يكن هنالك مبرّر، من قبيل إدلاء الضحيّة بتصريحات عاطفيّة لا يريد نشرها، أو إن كانت هناك مخاوف قانونيّة لديه. عوضاً عن هذا، قم بمراجعة ما دوّنته، معه، قبل مغادرتك المكان.
- تأكّد من تفاصيل دقيقة من قبيل: الأعمار، وكيفيّة كتابة الأسماء، ومدى مصادقة الضحيّة على نشر صوره أو صور عائلته، وما إلى ذلك من تفاصيل. وأوضح جيّداً أنه بعد النشر، لن يكون هنالك متّسع للتراجع.
رابط المادة الأصلية