أكيد – آية الخوالدة –
نشرت مواقع إخباريّة محليّة مقطعاً من تقرير أعدّه التلفزيون الأردنيّ حول نقص الخدمات في مستشفى الأمير حمزة، تضمّن عدداً من المخالفات المهنيّة والأخلاقيّة.
حاولت وسائل إعلاميّة محليّة إلقاء الضوء على قضيّة إنسانيّة، تهمّ فئة كبيرة من المجتمع الأردنيّ، وهي نقص الخدمات المقدمة في المستشفيات الحكوميّة، الإ أنها ووفقاً للمعايير التي يعتمدها مرصد مصداقيّة الإعلام الأردني "أكيد"، ارتكبت مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة حينما اجتزأت مقطع فيديو بلغت مدته دقيقة واحدة من التقرير المنشور في التلفزيون الرسمي والبالغة مدته 23 دقيقة.
جاءت العناوين كالتالي:
شاهد بالفيديو.. "دموع" مُسنّ أردني تشعل مواقع التواصل الاجتماعي.. فهل شاهدها الرزاز؟
دموع مسنّ أردني تشعل مواقع التواصل الاجتماعي
مسنّ أردني يشتكي بالدموع.. فمن يسمع شكواه!!
مُسنّ يبكي أمام مستشفى الأمير حمزة
'المُسنّ' الذي بكى.. أبكى الأردنيين وهذه الرسالة
مشهد مؤلم من مستشفى الأمير حمزة
تمّ التركيز في مقطع الفيديو المجتزأ، والبالغ مدته دقيقة واحدة، على حوار أجراه مُعدّ التقرير مع أحد المراجعين، حول ما يعانيه من سوء وتقصير في الخدمات المُقدمة من قبل المستشفى، حيث لم يتمكّن من الحصول على العلاج رغم انتظاره منذ ساعات الصباح الباكر.
يُعدّ نشر هذا الجزء من الفيديو مخالفاً للمعايير المهنيّة والأخلاقيّة، وفقاً لأستاذ الأخلاقيّات والتشريعات الإعلاميّة الدكتور صخر الخصاونة، موضحاً "أن الوسائل الإعلامية المحلية اجتزأتها من تقرير أشمل وأوسع، حيث لم يظهر في الفيديو سوى رواية المراجع وغابت رواية الجهات الرسميّة وتوضيحها".
ويضيف الخصاونة: "الواجب بالإعلام المهنيّ حينما يلقي الضوء على القضايا الإنسانيّة، أن يوضحها من كافة جوانبها وأطرافها ويطرح المعطيات والأسباب ويقترح الحلول، من دون الاعتماد على دموع وضعف الشخص المطالب بتلك الخدمات، وبالتالي كان الأجدر بها أن تنشر التقرير كاملاً وليس مجتزأً".
بينما قدّم المدرّب في المهارات الصحفيّة والأخلاقيّات المهنية يحيى شقير وجهة نظر مخالفة، حيث أكّد أنّ تسليط الضور على القضايا الإنسانيّة أهم أحياناً من مراعاة أخلاقيّات المهنةز ويضيف: "لقد اختارت الوسائل الإعلامية اجتزاء هذا اللقاء من بين اللقاءات الأخرى، لأهميّته ولأنه يُبرز الخلل الأكبر في مستشفى الأميرة حمزة".
وحول تركيز الكاميرا على دموع المسنّ خلال حديثه مع مُعدّ التقرير، يُبيّن شقير أنها لم تكن لحظة ضعف إنسانيّ أو لحظة حزن يمرّ بها الشخص، وإنما "تعبير" عن حالة شخص بالغ عاقل وافق على إجراء المقابلة، والدموع دفعت الناس للتضامن معه.
ويُذكّر "أكيد" بضرورة احترام كرامة الإنسان، وتجنّب الانتقائيّة في التغطية الإعلاميّة، وعدم إهمال أحد أطراف القضية، وأن يكون النقل كاملاً وغير مجتزأ عند إعادة نشر ما بثته وسائل إعلاميّة أخرى.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2025 جميع الحقوق محفوظة Akeed