"أمطار حمضيّة ستهطل على الأردنّ إثر انفجار بيروت" ... معلومات غير دقيقة

  • 2020-08-24
  • 12

أكيد – دانا الإمام

نشرت صحيفة محليّة مادة ورد فيها أنّ مناطق في الأردنّ ستشهد سقوط أمطار حمضيّة خلال الشّهرين المقبلين؛ نتيجةً لانفجار مرفأ بيروت الذي حدث يوم 4 آب، بينما قال مختصّون إنّ ذلك غير ممكن؛ لتبعثر جزيئات المواد المنبعثة من الانفجار في الغلاف الجويّ.

المادة، التي تداولتها مواقع إخباريّة، استندت إلى رأي الباحث الدكتور أحمد الشريدة، الذي قال لـ "أكيد" إنّ الجزيئات النّاتجة عن الانفجار ارتفعت إلى طبقات الجو العليا وتجمّدت بفعل درجات الحرارة المنخفضة، وبالتّالي فإنّ الفرصة مهيّئة لهطول أمطار حمضيّة على الأردنّ في حال تمركُز منخض جويّ في جنوب جزيرة قبرص، مضيفا أنّ رأيه هو تخمين علميّ مبنيّ على قرائن، وليس تنجيماً.

أستاذ الجيولوجيا في الجامعة الأردنيّة الدكتور مصطفى القيسي يقول لـ "أكيد": إنّ المطر الحمضيّ لن يتكوّن بمفهومه العلميّ بسبب الانفجار لأنّ المواد المنبعثة من الانفجار تشتّتت في طبقات الجوّ، مضيفاً أنّ الأثر المدمّر للمطر الحمضيّ يكون للأمطار ذات الحموضة 2-3، وذلك يتم فقط في حال انبعاث كميات هائلة جداً من الأحماض خلال فترة قصيرة، مثل البراكين.

وأوضح أنّ الأمطار الاعتياديّة لا تقلّ حموضتها عن 7.5، منوّها إلى أنّه في حال كانت ظروف الهطول مواتية، قد تنخفض درجة الحموضة إلى 7، ليس أكثر، وهو ما لا يُشكّل خطورة.

وأيّد ذلك الدكتور ناجل ياسين، وهو مختصّ في الجيولوجيا والتّعدين، موضّحا أنّ تحوّل أيّ جزيئات في الغلاف الجويّ إلى بلّورات جليديّة يتم على ارتفاع 20-30 كيلومتراً، بينما تتكوّن الغيوم التي تحمل الأمطار على ارتفاعات لا تتجاوز 5 كيلومترات.

مدير إدارة الأرصاد الجوية، المهندس رائد رافد آل خطّاب، قال لـ "أكيد" إنّه من غير الممكن أن تبقى الذرّات النّاتجة عن الانفجار في مكانها في طبقات الغلاف الجويّ لهذه المدّة الطويلة؛ لأنّ الرّياح تُحرّك هذه الجسيمات الصّغيرة، مشيراً إلى أنّه ـ ومع مضيّ نحو 3 أسابيع على حدوث الانفجار ـ من غير المعقول بقاء الأنوية في الغلاف الجويّ، استعداداً لسقوطها على شكل أمطار حامضيّة في أيلول وتشرين أوّل.

كما أوضح المتنبئ الجويّ في طقس العرب، عمر الدّجاني، أنّ الغيوم الناتجة عن الانفجار تبعثرت يوم الانفجار ولم تبقَ في سماء بيروت كما ذكر الخبر، وأوضح أنّ يوم 6 آب شهد هطول أمطار غزيرة على مناطق في لبنان ولم يكن لها أثر حامضيّ، مُبيّناً أنّ فصليّ الخريف والشّتاء في الأردن يشهدان عادةً انقلابات حادّة في الحالة الجويّة وتذبذبات شديدة في درجات الحرارة، وهو أمر اعتياديّ لا علاقة له بانفجار بيروت.