عمّان 28 تشرين الثاني (أكيد) -عُلا القارصلي- تحتلّ الأخبار المتعلقة بالصحة العامة مكانة بالغة الحساسية، ما يوجب على الإعلام أن يكون دقيقًا وحذرًا في التعامل معها بوصفها ركنًا أساسيًا من أركان سلامة المجتمع وأمنه، وهي موضوع سيادي، تطال تبعاته شريحة واسعة من السكان، وتعطي انطباعات ومؤشرات عامة عن الوضع في البلاد.
عدة مواقع إخبارية قامت بنشر مادة طبيّة بعنوان "12 حالة إنفلونزا خنازير في الأردن"، تحدثا فيها عن نتائج فحوصات طبية أُجرِيت للكشف عن الفيروسات السائدة، فبيّنت الفحوصات أن أغلبها ينتمي إلى فيروسات الإنفلونزا الموسمية، فيما اقتصر عدد المصابين بفيروس أنفلونزا الخنازير "H1N1" على 12 حالة، وذُكِرت هذه المعلومات على لسان مصدر طبي دون تحديد هويته.
العنوان الذي استخدمته الوسيلتان الإعلاميتان، جاء انتقائيًا وغير دقيق، لا سيما مع استخدام مصطلح "إنفلونزا الخنازير" الذي قد يثير الهلع والرعب في نفوس السكّان. وتجاهلت الوسيلتان مشاعر المتلقّين وبخاصة المصابين بالإنفلونزا الموسمية، إذ صُنّف هذا المرض كوباء عالمي عام 2009، ما يجعل من هذا النمط من التغطيات ممارسة غير مهنية وغير أخلاقيّة هدفها جذب المتابعين على حساب المصلحة العامّة.
تواصل مصدر مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) مع مستشار رئاسة الوزراء لشؤون الأوبئة الدكتور عادل البلبيسي للتأكد من صحة المعلومات عن طريق مصدر موثوق، فأكد البلبيسي أن "H1N1" هو إحدى السلالات التي تسبب الأنفلونزا الموسمية، وأن منظمة الصحة العالمية أعلنت ذلك، لافتًا إلى أن مسمى "انفلونزا الخنازير" لم يعد مستخدمًا ضمن المصطلحات الطبيّة العلمية، وأن السلالات المسبّبة للإنفلونزا الموسمية هي "H1N1" و"H3N2" وهذه السلالات هي السائدة في العالم حاليًا.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2025 جميع الحقوق محفوظة Akeed