هل تأكد الإعلام من أن التبعات المالية لقانون حقوق الطفل ستشملها موازنة 2023؟

  • 2022-12-11
  • 12

عمّان 30 تشرين الثاني (أكيد) – سوسن أبو السندس، كاريكاتير – ناصر الجعفري

واكبت وسائل الإعلام المحلية سلسلة من الأنشطة والفعاليات التي جرت في المملكة بمناسبة اليوم العالمي للطفل، ومن ضمنها طيف واسع نفّذتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، والتي ذكرت في تقرير لها بعنوان "الأطفال في الأردن"، أن هناك ما يربو على 3.8 مليون طفل في الأردن دون سن 18 سنة، أي ما يزيد على 40% من السكان. وعلى ذلك، تأتي احتفالية يوم الطّفل الذي يصادف العشرين من تشرين الثّاني من كل عام، فُرصة لإلقاء الضوء على قضايا الأطفال، وما تقدّمه إليهم الجهات المعنية من رعاية وحماية وخدمات أساسية.  

تمرّ هذه المناسبة على الأردن بعد إقرار قانون حقوق الطفل الذي نُشر في 14 تشرين الأول الماضي في الجريدة الرّسمية، والذي يتناول الحقوق الأساسية المشتركة لجميع الأطفال الذين لم يتمّوا 18 سنة من أعمارهم، لذلك توقع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن تستغلَّ وسائل الإعلام هذه المناسبة للتركيز بشكل وافٍ على مساندة تطبيق القانون الذي أثار جدلًا واسعًا في بداية المطاف، وأن تقدّم وسائل الإعلام  تقارير صحافيّة نوعية تُعمّق المعرفة بالقانون، وتسهم في تسليط الضوء على تفسير بنوده، وتبيان أهميته لتحقيق حياة كريمة للأطفال، نظرًا للدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في التغيير، وفي تعزيز مبدأ سيادة القانون.

وبالرغم من أن نفاذ قانون حقوق الطفل يحلّ بعد مرور 90 يومًا على نشره في الجريدة الرسمية، إلا أن إقرار هذا القانون يلقي بمسؤوليات واجبة التنفيذ على الحكومة، ما تطلّب من وسائل الإعلام مساءلة الحكومة حول خططها في مجال تطبيق القانون، لا سيما في إطار موازنة الدولة للعام المالي 2023.

وبالنظر إلى ما سبق، فقد لاحظ (أكيد) أن وسائل الإعلام لم تولِ بهذه المناسبة قانون الطفل حقه من المعالجة الإعلامية، فيما عدا نشر أربعة تقارير من مجمل عينة البحث التي رصدت التغطية الإعلامية يومي 20 و21 تشرين الثاني، وتمثّلت التقارير المرصودة بتصريح لوزيرة التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى التي ذكرت أنّ الأردن حرص في تشريعاته على ضمان حقوق الطفل، والمركز الوطني لحقوق الإنسان الذي دعا لتنفيذ بنود الحماية في هذا قانون.

اتّجاهات التغطية الإعلامية

اكتفت معظم التغطيات الإعلامية المرصودة بأن تكون صدى للأنشطة الاحتفالية التي اشتملت على عقد لقاءات رسمية، وإطلاق مبادرات وأنشطة خاصة بالأطفال، ومجموعة من أنشطة الدّعم النفسي الجماعية لتعزيز قدرات الطفل الذهنية والبدنية، أو أنشطة أخرى على شكل يوم طبي أو عرض مسرحي وغيرها.

كما نقلت وسائل الإعلام احتفالات المنظمة الأممية، اليونيسف التي اشتملت على أنشطة موسيقية ومسرحية تركز على حقوق الأطفال، بالاضافة الى مباراة كرة قدم شاملة، نُظّمت بالتعاون مع الأولمبياد الخاص الأردني، كما نقلت وسائل الإعلام أنشطة مؤسسات مجتمع مدني وأخرى نفّذها القطاع الخاص.

تزامنت احتفالية يوم الطّفل مع فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين لتغير المناخ في شرم الشيخ بمصر، وتبع ذلك موافقة مجلس الوزراء على دعم الأردن لإعلان منظمة اليونيسف حول الأطفال والشَّباب والعمل المناخي، ما يضع على كاهل الإعلام متابعة الجهات المعنية في سبيل تشكيل تصورواضح لهذه المسائل وتبسيطها من أجل زيادة الوعي حولها لدى الأطفال وأهاليهم.

وفي ضوء التغطيات الإعلامية المرصودة بيوم الطفل، يدعو (أكيد) إلى ما يلي:

  • توسيع نطاق التفاعل مع هذه المناسبة وما يماثلها من مناسبات، وعدم الاكتفاء بمجرد النقل للأنشطة والمبادرات، إذ يتعين على وسائل الإعلام أن تعدّ تقارير صحفية معمّقة لأداء رسالتها في تعميق المعرفة والوعي المجتمعي لحقوق الطفل.
  • تسليط الضوء على السبل الكفيلة بتغيير العادات الاجتماعية التي تؤدي إلى العنف والتمييز ضد الأطفال، والالتزام بالمعايير الأخلاقية والمهنية الخاصة بالتغطيات الإعلامية لقضايا الأطفال.
  • إيلاء اهتمام أوسع للتعريف بالمسؤولية الاجتماعية  للقطاع الخاص تجاه المجتمع، ويمكن تقدير أن تغطية أنشطة القطاع الخاص الخاصة بالطفل، لا سيما حين تكون ذات أثر ملموس، يعدّ حافزًا مهمًا له لمزيد من الدعم لقضايا الأطفال.