عمّان 11 كانون الأول (أكيد)- عُلا القارصلي- أثبتت الدراسات العلمية أنّ ما يحدد جنس الجنين ذكرًا أو أنثى هو النطفة الذكرية التي تحمل نصف كروموسوم (X)، والنصف الآخر كروموسوم (Y). فإذا أخذ الجنين كروموسوم (Y) سيكون جنسه ذكرًا، أما إذا أخذ كروموسوم (X) سيكون جنسه أنثى، لأنه بالمقابل لا يأخذ من الأم سوى الكروموسوم الأنثوي (X). 

وفي دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية "بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس"،تحدثت عن كروموسوم (Y) الذكري الذي تقلص في الفئران الشوكية اليابانية. وبالرغم من أنه يُتوقّع تقلّص الكروموسوم الذكري وربما اختفائه في الفئران اليابانية خلال عشرات الملايين من السنين، ما دفع هذه الفئة من الفئران إلى تطوير كروموسوم جديد تمامًا ليحل محل (Y) لمواجهة خطر الانقراض، ولم تتطرق الدراسة إلى خطر مماثل ينتظر البشر.

ونقلت صحيفة بريطانية الدراسة بعنوان "مخاوف من انقراض الرجال قريبا بعد اكتشاف العلماء أن الفئران المهددة بالانقراض تفتقر إلى كروموسوم (Y) الذكري"، وهو عنوان يحتوي على الإثارة وبعيد عن محتوى الدراسة.

ولاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) بعد يومين من نشر الصحيفة البريطانية للتقرير أنَّ بعض المواقع الإخبارية العربية بدأت بتناقله [1] [2] بعناوين مشابهة تشير جميعها إلى مخاوف من انقراض الرجال قريبًا، وبعدها بدأت بعض المواقع الإخبارية الأردنية بتناقله أيضًا [1] [2]، بالعناوين نفسها دون العودة إلى الدراسة الأصلية والتأكد من صحة التقرير الذي جرى نشره. ووقعت الوسائل بسبب استسهال نقل الأخبار في خطأ نشر عنوان مضلّل وغير دقيق.

ويشير (أكيد) إلى أنَّ نشر الدراسات العلمية عبر الوسائل الإعلامية يحكمه آداب، أبرزها:

• تقديم نتائج الدراسات العلمية بوصفها دراسات علمية، وعدم تحريفها بهدف جذب المشاهدات على حساب تضليل جمهور المتلقين.

• يجب ذكر مصدر الدراسة والتوقيت الذي أجريت فيه وطبيعة الباحثين الذين أجروا البحث، والمنهجية المستخدمة.

• نقل لغة الاختصاص الموجودة بالدراسة إلى لغة مفهومة للقارئ العادي، بحيث يستطيع أن يربط نتائجها بالواقع المعيش، وإذا تعذر ذلك على الصحفي، يمكن العودة إلى باحث مختص في مجال الدراسة موضوع البحث، لتحرير التقرير المُعدّ للنشر.