مساحة واسعة من التغطية للزلزال التركي السوري.. وسائل الإعلام المحلية غابت عن موقع الحدث وحضرت الصّحافة البنّاءة

  • 2023-02-08
  • 12

عمَّان 17 شُباط (أكيد)- سوسن أبو السُندس- حدث كبير حمل خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات ... مساكنٌ ومدن أتت عليها قوة زلزالية عالية ضربت جنوب تركيا وشمال سوريا فجر السادس من الشهر الجاري ... مئاتٌ من الهزات الإرتدادية شعر بها كل من الدول المجاورة ... وفيما غاب مراسلو وسائل الإعلام الأردنية عن موقع الحدث، حضرت تغطيات الصحافة البنّاءة، وفي المقابل  انتشرت الأخبار الكاذبة والمضللة المرافقة للحدث.

تداعيات تشير بالمجمل إلى أهمية الصحافة الإنسانية البناءة التي تسهم في التقليص من تدفق الأخبار المغلوطة من خلال الالتزام بالمعاييرالصحفية والأخلاقية، مع الأخذ بالاعتبار ضرورات المرحلة.

يصف مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التغطية الإعلامية المحليّة المرافقة للكارثة بأنها تغطية كبيرة وشاملة، إذ تابعت الوسائل الإعلامية المعلومات الرسمية وقدّمتها للمتلقين، و سلطت الضوء على معاناة الناس، الأمرالذي انعكس بشكل إيجابي على حجم المساعدات الشعبية والرسمية المقدمة للمتضررين.

وفي إطار حضور الجانب التوعوي في التغطية الإعلامية، رُصدت عدة مقاطع مصوّرة رقمية توضح تعليمات السلامة العامة للنجاة عند وقوع الهزات الأرضية، تحقيقًا لمبدأ المصلحة العامة في التغطيات الصحفية، وقامت وسائل إعلام محلي ببثّها ونشرها في منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تحقيق الوصول المطلوب للمتابع. [1]

 وبالرغم  من ذلك، إلا أنّ بعضًا من وسائل الإعلام المحليّة أسهمت بنقل معلومات مغلوطة وزائفة، فقد رافق خبر الزلزال منذ لحظاته الأولى، تنبؤات لباحث هولندي يدعى فرانك هوغيربيتس بحدوث زلزال هائل في المنطقة، وحظيت تغريدات فرانك باهتمام منقطع النظير وتم تداولها مئات المرات عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك فعلت وسائل الإعلام المحليّة لكن دون الإشارة إلى حقيقة علمية بيّنها العالم فيما بعد، قائلًا في تغريدة له: "لا تأخذوا انطباعاً بأنه يمكننا التنبؤ بمواقع الزلازل، لا يمكننا ذلك! نركز على هندسة كوكبية محددة في محاولة لعزل المناطق الزمنية الحرجة المطبقة على الكوكب بشكل عام".

إلا أنّ التفاعل الكبير والشهرة الواسعة التي حققها فرانك، فتح الباب واسعًا أمام العديد من المتنبئين، ونقلت وسائل الإعلام أخبارًا تدور حول توقع زلزال كبير قادم إلى المنطقة بقوة تعادل قوة الزلزال الأخير، الأمر الذي أثار موجة من الرعب إزاء نشرهذه الأخبار على منصات التواصل الاجتماعي. [3] [2]

وتناقل مستخدمون مقاطع صوتية عبر تطبيق واتساب تشير إلى تحديد  ما اعتبروه وقت الزلزال القادم، ومعلومات غير حقيقية  منسوبة إلى هيئة رصد الزلازل الأمريكية تحذرمن زلزال مدمر بعد تحرك الصفائح الأرضية بسبب زلزال تركيا، وبعد رصد موجات ضغط عالية جدًا في باطن الارض لم تُسجّل من قبل. وتحققت من زيف هذه المعلومات وسائل إعلامية  [4]من خلال الرجوع إلى موقع هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي الرسمي، فيما تصدت وسائل إعلام أخرى لتفنيد إمكانية التننبؤ بالزلازل بنشر معلومات صادرة عن المرصد الأردني للزلازل.[6] [5]

نظريات المؤامرة والعقاب الديني المألوفة في كوارث كهذه، لم تغب عن المشهد، وهي نظريات يمكن دحضها من خلال القواعد العلمية والدينية المتعارف عليها، في حين رُصدت نسبة قليلة من التقارير الصحفية  [7]التي تصدّت لهذه النظريات، وتصدرت مقالات الرأي في  تفنيد تورط مشروع هارب الأمريكي في التسبب  بالزلزال.

ولم تغفل التغطية الإعلامية  [8]أيضًا حركة المساعدات الإنسانية لسوريا التي اكتست في بداية الأمر بطابع سياسي، تبعًا لحركة المساعدات المتّجه إلى الشمال السوري عن طريق المعابر التركية، فيما ناقشت وسائل إعلامية    [9]أخرى الموقف السياسي المحلي للظروف التي حالت دون وصول إمدادات الإغاثة تبعًا "لقانون قيصر"، قانون العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، إلى أن جاءت تصريحات المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية سامويل ويربيرج، والتي أوضحت أن "قانون قيصر" لا يتضمن عقوبات أمريكية تمنع إرسال مساعدة إنسانية أو طارئة أو أدوية إلى الشعب السوري في هذه الكارثة.

وتابعت وسائل إعلامية البعد الإنساني  [10]من خلال الإشارة إلى أداء فرق الإنقاذ الأردنية مهمتها بانتشال العالقين من تحت الأنقاض إلى جانب الفرق السورية والتركية. غير أن (أكيد) لم يرصد أي تغطية صحفية من أرض الحدث