حملة مُقاطعة واسعة تُجبر "فيسبوك" على اتّخاذ إجراءات للحدّ من المحتوى المسيء

  • 2020-06-27
  • 12

أكيد – ترجمة بتصرّف: دانا الإمام

أعلنت شركة "فيسبوك" أنّها ستغيّر سياستها بخصوص ما يُنشر عبر منصّتها، وستبدأ بالإشارة إلى المحتوى المسيء الذي ينشره سياسيّون ينتهكون سياسات المِنَصّة، بما في ذلك الرّئيس الأميركيّ دونالد ترامب، وذلك بعدما أعلنت شركات كُبرى سَحْب إعلاناتٍ تجاريّةٍ بقيمة 50 مليار دولار أميركيّ.

ووسط احتدام المنافسة في سباق الانتخابات في الولايات المتّحدة، التي من المخطّط أن تتم في شهر تشرين الثّاني، قال الرّئيس التنفيذيّ لـ"فيسبوك" مارك زوكربيرغ مؤخّراً إنَّ المِنَصّة ستتيح للشّخصيّات السّياسيّة التي تتواجد على المِنَصّة أن تُعبّر عن رأيها بحريّة تامّة، دون أيّة تدخّلات، مع تَرْك المساحة للنّاخبين بتقييم المرشّحين والمُفاضلة بينهم. إلّا أنّ هذا التّوجّه تغيّر الآن.  

وصرّح "زوكربيرغ" لوسائل إعلام في مطلع الشّهر الحاليّ قائلاً: "لا أعتقد أنّه من الصّواب أن تتدخّل الشّركات الخاصّة لتمارس دورا رقابيّا على السّياسيين أو على الأخبار"، موضّحا أنّ ذلك يتنافى مع مبادئ الدّيمقراطيّة.

من جهة أُخرى، بدأت منصّة "تويتر" موخّراً بتطبيق إجراءات جديدة بما يخصّ ما ينشره ترامب على المِنصّة، إذ سبق وأشارت هذه المِنصّة إلى احتواءِ عددٍ من منشورات الرّئيس الأميركيّ على معلوماتٍ غير دقيقة، كما أخفت المنصّة عدداً من منشوراته. لكنّ "زوكربيرغ" انتقد تلك الإجراءات في مقابلة على قناة "فوكس نيوز"، وقال إنّ المنصّات الخاصّة كـ "فيسبوك" و"تويتر" لا يجب أن تقوم بدور "المُحكِّم" لكل ما يُنشر عبرهما. 

وتهدف الإجراءات الجديدة التي ستبدأ منصّة "فيسبوك" بتطبيقها إلى التّصدّي للمعلومات غير الصّحيحة والأخبار المُضلّلة، خاصّة مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركيّة، عن طريق إضافة رسالة تحذيريّة توجّه المستخدم إلى معلومات موثوقة من مسؤولين رسميين في ملف الانتخابات. وبذلك لا تكون منصّة "فيسبوك" قد تدخّلت في توجّهات النّاخبين، وإنّما منعت انتشار المعلومات المغلوطة. كما أنّ الشّركة قالت إنّها ستعزّز جهودها في مواجهة الأخبار الكاذبة قبل 72 ساعة من الانتخابات الأميركيّة.

شركة "فيسبوك" اضطرّت لاتّخاذ هذه الإجراءات بعدما انخفضت أسهمها بنسبة 8% إثر فقدانها 50 مليار دولار أميركيّ من قيمتها السّوقيّة بسبب مقاطعة عدد من الشركات الكبرى لها، وسحبهم إعلاناتهم التّجاريّة عن المنصّة حتّى نهاية العام على الأقلّ. شركات عالميّة ضخمة مثل "يونيليفر" و"كوكاكولا" و"فيرايزون" أقدمت على مقاطعة "فيسبوك" اعتراضاً على احتواء المنصّة على منشوراتٍ تُشجّع على التّفرقة وتتضمّن خطاب كراهية، وبخاصّة في ظل حالة الاستقطاب السّياسيّ الشّديد الذي يسبق الانتخابات الأميركيّة.

مؤخّراً، عيّنت شركة "فيسبوك" لجنة إشرافيّة شبه مستقلّة مكوّنة من 20 عضواً، وأوكلت إليها مسؤوليّة اتّخاذ القرارات في المسائل الشّائكة أو المُختلف عليها بما يتعلّق باحتواء المنشورات أو الإعلانات على إساءاتٍ أو خطاب كراهية أم لا. ولضمان فعاليّة اللجنة، تم اعتبار القرارات الصّادرة عنها مُلزمة، كما تُقدّم اللجنة مشورة للشّركة في مجالاتٍ أُخرى.

 

المصدر: theweek.in