أكيد – آية الخوالدة

نشر موقع إخباريّ محليّ تقريراً تحت عنوان "المزارعون يطالبون بـ "وزارة قوية" لا يتغوّل عليها أحد.. ويتساءلون عن موقف الوزير"، مرتكباً مخالفة مهنيّة بعرضه وجهة نظر واحدة، متجاهلاً الطرف الآخر.

تناول التقرير شكوى مُقدّمة من الناطق الإعلامي في الاتحاد العام للمزارعين الأردنيّين المهندس حسن الصمادي، حول غياب الخطط والبرامج الزراعيّة وأهمها برنامج الإرشاد الزراعي، متسائلاً عن موقف وزارة الزراعة في دعم هذا القطاع، فيما لم يحاول الحصول على أيّ ردّ من وزارة الزراعة.

خالف الموقع الإخباريّ الذي نشر التقرير، أهم المعايير المهنيّة في العمل الصحفيّ وهي "عنصر التوازن"، والذي يركّز على نقل المعلومات وآراء المصادر بتساوٍ ودون أيّة أحكام أو تقييم مُسبَق، بالإضافة إلى الحرص على التوازن بين المصلحة العامّة والمصلحة الخاصّة، كما يعني "عنصر التوازن" أن يعكس المحتوى وجهات نظر الأطراف بتساوٍ وينقل المعلومات التي يُدلي بها كلّ طرف.

وفي مثل هذه القضايا المهمّة والتي تتعلّق بشريحة واسعة من المجتمع، يجب على الإعلام المهنيّ ألا يكتفي بطرح الشكوى المُقدّمة من أحد الأطراف، وإنّما يعرضها من خلال تقرير مُعمّق مزوّد بالأرقام وآراء المختصّين.

ويُذكّر "أكيد" بأنّ حق المجتمع بالمعرفة يفرض على وسائل الإعلام، ضرورة الالتزام بالمعايير المهنيّة وتحقيقها في المواد الصحفيّة، وأهمها عنصر التوازن، من خلال طرح التساؤلات التالية: "هل جميع الأطراف ذات العلاقة مُمثّلة في المادة أم تمّ إغفال بعضها؟ وإلى أيّة درجة يؤثّر هذا الإغفال على مصداقيّة المادة؟، وهل المصدر يُقدّم معلومات أم يُعبّر عن وجهة نظر خاصّة به؟".