أكيد- يلجأ عدد من الصّحافيين إلى عدم استخدام أسماء مصادر المعلومات الحقيقيّة في موادِّهم، ويكتبون بديلًا عنها أسماء مستعارة، الأمر الذي يُضعِف مصداقيّة المادة الخبريّة لدى جمهور المتلقّين.
ورصد "أكيد" أربع مواد صحافيّة منشورة في وسائل إعلام محليّة على مدار الأيَّام الماضية، وتبيّن فيها استخدام مصادر مُجهّلة، أو أسماء مستعارة، وحلّلها ووجد أنَّ قسمًا منها حقق بعض شروط هذا الاستخدام والآخر لم يحقِّقها.
الأستاذ يحيى شقير الخبير والمدرب الإعلامي يقول ل"أكيد": إنَّ عدم نسبة المعلومات إلى مصادر واضحة وصريحة في العموم تُضعِف مصداقيّة المادة الصَّحافية، لكن هناك ضوابط مهنيّة وأخلاقيّة؛ لاستخدام المصادر المُجهّلة أو المستعارة خلال المواد الصَّحافية.
وأضاف إنَّ من بين الضوابط التي تُستخدم بها الأسماء المستعارة هي احتماليّة وجود ضرر متوقع على المصدر، وقد يكون هذا الضَّرر معنويّاً، أو ماديّاً، أو قانونيّاً، لذلك فإنَّ الاستخدام يجب أن يكون واضحًا ومحددًا.
وذكر شقير قصة قديمة لصحافيّة في وسيلة إعلام عالميّة ذات تاريخ طويل، حازت على جائزة رفيعة بسبب مادة صحافيّة كتبتها، وبعد فترة من الزَّمن تم اكتشاف أنَّ هذه الشَّخصيّات هي من خيال الصَّحافيّة، الأمر الذي تسبّب بسحب الجائزة منها بعد حين.
ونوّه إلى ضرورة أن يقوم كاتب المادة الصَّحافية بذكر عبارة "تمَّ إخفاء الاسم الحقيقيّ بناء على طلب المصدر"، وهذا يُكسِب المادة الصحافيّة مزيدًا من المهنيّة والمصداقيّة، ويُعزّز ثقة المتلقّين بالمادة الصَّحافية.
ويؤكّد الاستاذ جواد العمري المستشار والمدرب الإعلامي ل "أكيد"، أنَّ استخدام الاسماء المستعارة والمُجهّلة، لا تكون إلا وِفق ضوابط محدَّدة، من بينها أن يمتلك الصَّحافيّ قائمة بالأسماء الحقيقيّة لشخصيّات مادّته الصّحافية وتسجيلات تتمّ بعلم هذه الشَّخصيّات، بحيث يتم اللجوء إليها إن دعت الحاجة لذلك.
ويضيف: مسؤولية السِّجلّ الحقيقيّ للأسماء هي مسؤولية وسيلة الإعلام أيضًا بحيث تكون متأكدة من شخوص القصّة وأنّها ليست من رسم الخيال، موضّحاً أنَّه في بعض الحالات يتمَّ إخفاء الأسماء الحقيقيّة؛ لشخصيّات المادة الصَّحافية، وبخاصّة في حالات الضَّعف الإنسانيّ، والعنف، وما قد يُعرّض المصادر للخطر النَّفسيّ والاجتماعيّ.
ونشرت وسائل إعلام محليّة، وعربيّة، وعالميّة، في وقت سابق، مادّة صحافيّة حول قيام مجلّة ألمانية بتخصيص صفحتها الأولى؛ للاعتذار عن قيام صحفيّ، كان يعمل لديها، باختلاق قصص وتلفيق أخبار، وهو ما أدّى إلى استقالة الصحفيّ بعدما أقرّ بأنه اختلق قصصًا وشخصيات في أكثر من 12 قصّة صحفيّة نُشرت في النسخ الإلكترونيّة والورقيّة للمجلّة الأسبوعيّة التي تُعدّ واحدةً من أهمّ المطبوعات الألمانيّة.
ويلفت "أكيد" إلى ضرورة الالتزام بالمعايير المهنيّة والقانونيّة عند القيام بمثل هذه التغطيات، والتي من أبرزها: المهنيّة، والموضوعيّة، والدِّقة.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2024 جميع الحقوق محفوظة Akeed