أكيد – آية الخوالدة
نشر موقع إخباريّ محلّيّ، نقلاً عن وسيلة إعلامية عربية، خبراً حول حادثة "هتك عرض طفلة من قبل والدها"، مُرتكباً عدّة مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة؛ أبرزها ذكر جنسيّة المُتهم في العنوان.
وحول ذكر جنسيّة المُتهم في التقرير أو العنوان، بيّن أستاذ التشريعات الإعلاميّة الدكتور صخر الخصاونة في حديث سابق لـ "أكيد"، أنَّ عناوين ومتن المواد التي تعلن عن جنسيّة المتهم تحتوي مخالفة مهنيّة وأخلاقيّة، لا تتفق مع أصول نشر أخبار المحاكم، حيث يُشكّل العنوان خطاب كراهية ودعوة على التحريض ضدّ حاملي هذه الجنسيّة، في حين يمكن أن تُرتكَب هذه الجريمة من قبل أي شخص.
وأوضح الخصاونة أنَّه من الأولى بالوسائل الإعلاميّة ذكر الجريمة والحكم الصادر بحقها، ضمن خبر ذي قيمة إخباريّة وإنسانيّة، وألا يُقدّم ما يمكنه أن يثير الخوف والهلع في قلوب الناس.
كما نقل التقرير التفاصيل الدقيقة التي أوردها تقرير وسيلة الإعلام العربيّة، في خرق واضح لأصول تغطية أخبار الجرائم وبخاصّة تلك المتعلقة بالأطفال، حيث يُفترض بالوسائل الإعلامية في تغطيتها لهذه الأخبار أن تقدم خبراً صامتاً حول وقوع الجريمة وبدء التحقيقات، والاعتماد على رواية الأجهزة الأمنيّة.
والأصل في نشر أخبار الحوادث والجرائم المحلية، التحقق من صحتها من خلال الأجهزة الأمنية المختصة قبل نشرها، مع احترام أصول تغطية أخبار الجرائم، وينطبق الأمر ذاته على الحوادث والجرائم التي حصلت في دول عربية أو أجنبية، حيث لا يجوز نشر ما لا يستطيع الإعلام المحلّيّ التحقّق منه.
التقرير المنشور على صفحة فيسبوك الخاصة بالوسيلة الإعلاميّة المحليّة، لاقى استهجاناً كبيراً من قبل المتابعين، حيث أبدى معظمهم استياؤهم الشديد من الخبر المنشور، مشيرين إلى أنّ الحادثة حصلت في دولة عربية وليس في الأردن، ومن الممكن أن تكون غير صحيحة، كما أنه لا توجد أية قيمة خبريّة من نشر الخبر وبخاصّة في ظلّ الظروف التي يعيشها العالم بسبب أزمة فيروس "كورونا" المستجدّ، كما أشار بعضهم إلى ضرورة الابتعاد عن نشر مثل هذه الأخبار التي لا تخصّ المجتمع المحليّ ونشر الأخبار الإيجابيّة بدلاً منها.
كما انتقد العديد من المتابعين للصفحة إيراد تفاصيل الحادثة ومدى حساسيّتها وبخاصّة أنّ الضحيّة طفلة، بينما شارك في التعليقات عدد من المواطنين في تلك الدولة مُشكّكين في صحّة هذا الخبر.
وهنا يُذكّر "أكيد" الوسائل الإعلامية بضرورة الحذر في نشر الأخبار المتعلقة بالحوادث والجرائم، وبعدم الإغراق في نشر التفاصيل التي لا تقدّم أية قيمة إخباريّة وتخالف المعايير المهنيّة والأخلاقيّات الصحفيّة، كما أنَّه يجدر بكُتّاب هذه الأخبار الابتعاد عن أيّة وسوم أو مصطلحات تحمل تمييزاً، بمعنى ألا يُشار لعِرق، أو جنسيّة، أو ديانة مرتكِب الجريمة؛ لئلا يُسهم هذا في تكريس الصورة النمطيّة وتأجيج خطاب الكراهية.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2025 جميع الحقوق محفوظة Akeed