التنمّر الإلكتروني تجاه مدينة جرى فيها حفل زفاف يُخالف المصلحة العامة

  • 2020-03-26
  • 12

أكيد – آية الخوالدة- تتناقل وسائل الإعلام المحلي ومنصات التواصل الاجتماعي بشكل يومي أخبارًا حول عدد الإصابات التي تسجل يوميًا بفيروس "كورونا" المستجدّ، وأهمها تلك الاصابات الناجمة عن حفل زفاف بإحدى المدن الأردنية، مما تسبَّب بحالة واسعة من السخرية والاستهزاء على صفحات التواصل الاجتماعية، وربطها إقليميًا بمحافظة اربد.

وتتبّع "أكيد" للمرة الثَّانية هذه القضية ما بين حق المواطن في معرفة مصدر الإصابات من الجهات الرسمية، وبين حقِّ حفل الزِّفاف في حمايته من التنمّر الالكتروني.

وأكد الدكتور صخر الخصاونة أستاذ التشريعات الإعلامية والأخلاقيات الصحفية لـ "أكيد"، أن الغاية من إجراءات الحكومة في الكشف عن بؤر المرض ومخالطيهم، هي تقصي الحقائق والبحث عن مخالطي المصابين، وإتاحة المجال لمن خالطهم بالتقدم للجنة الأوبئة والقيام بالفحص والاطمئنان على صحتهم.

ويوضح الخصاونة، أنَّ هذا الإجراء لا ينتقص من قيمتهم أو يلحق أية وصمة عار بهم، كما أنه من المبكر جداً الحديث عن حقهم في دخول طيِّ النسيان من أجل تحقيق المصلحة العامة.

ولفت إلى أنَّه يجب على مستخدمي التواصل الاجتماعي التعامل مع هذه المعلومات بحكمة، وأن لا تتداولها بصيغة السخرية والاستهتار كما يحدث على المنصّات الاجتماعية، والتي ربطت حفل الزفاف المحلي بجهة إقليمية ومارست التنمّر الإلكتروني بحقها، لما في ذلك من مخالفات أخلاقية وقانونية عديدة تحول دون قيام مخالطي المصابين من مراجعة المستشفيات والمراكز الصحية لإجراءات الفحوصات اللازمة للتحقق من عدم إصابتهم بالمرض، حيث يخافون التعرّض إلى التنمّر والاستهزاء الذي يتعرض له المصابون حالياً.

وأشار إلى أنَّ ما نُشر في الإعلام المحلي والتواصل الاجتماعي في بداية التعامل الحكومي مع فيروس "كورونا"، وبالأخصّ صور العزل الصحي وسوء الإقامة فيه، تسبَّبت بإحجام المخالطين والمشتَبَه بإصابتهم عن مراجعة المستشفيات، والأصل أن يتم التعامل مع هذه الأزمة بحكمة وعقلانية منعًا لازدياد الحالات.

وهنا يشير "أكيد" إلى ضرورة التعامل مع المحتوى الذي ينتجه مستخدمو التواصل الاجتماعي برويّة، وعدم تداول ما ينشر من معلومات وصور مسيئة للمصابين أو غيرهم، حماية لحق الآخرين في الحياة الخاصة وعدم تعرّضهم لأية إساءات، بالإضافة إلى تشجيع مخالطي المصابين بمراجعة المراكز والاطمئنان على صحتهم، منعاً لتفشّي الفيروس.