"العزل المنزليّ لأطفال كورونا" .. ممارسات فُضلى للإعلام تُسرِّع في القرار

  • 2020-09-20
  • 12

أكيد – مجدي القسوس

لعبت وسائل إعلام دورًا إيجابيًّا في تسليط الضوء على قضيّة العزل المؤسّسي للأطفال المصابين بفيروس "كورونا" لمن هم دون الـ15 سنًّا، وإيصال شكواهم إلى أصحاب القرار لمراعاة ظروفهم وأهاليهم؛ الصحيّة والنفسيّة والاجتماعيّة.

وعرض تقريرٌ جاء بعنوان "العزل المؤسّسي للأطفال.. أضرار صحيّة ونفسيّة واجتماعيّة وكلف إضافية على الدولة"، نشرته وسيلة إعلام محليّة، الظروف التي عاشتها عائلات أُجبرت على إرسال أبنائها إلى العزل المؤسّسي في مناطق البحر الميت، إذ تطرَّق التقرير في حديثه مع الأهالي إلى محاورَ عدّةٍ يؤثر بها العزل المؤسّسي عليهم وعلى أبنائهم، ومنها؛ حالات الخوف والقلق والتوتر التي عاشها الأطفال المصابون، مرافقة أحد الوالدين "غير المصابين" لطفلهم، والعزل "الاختياري" في المستشفيات الخاصة بتكلفة زادت عن 4000 دينارٍ على حدّ قولهم.

وناقش التقرير مع متخصّصين الآثار التي قد يتركها العزل المؤسّسي على الأطفال وعلى الدولة بشكل عام، وتأثير العامل النفسيّ على مناعة الجسم، مطالبين وزارة الصحة بتطبيق العزل المنزلي "بأسرع وقت".

وأجرت وسيلة إعلام مرئيّة، ضمن موجز للأخبار، اتصالاً هاتفيًّا مع والدة أحد الأطفال المصابين بـ"كورونا" والمعزول مؤسّسيًّا في كرفانات البحر الميت، بعد أن نشرت قصّته على صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إذ قالت إنَّ طفلها الذي لم يتجاوز 11 عاماً والذي خالط مصابًا سابقًا، قامت بعزله في غرفة خاصّة في المنزل، إلا أنّ كوادر الدفاع المدني فضّلت تطبيق الإجراء المتبّع بالعزل المؤسّسي، وعرض الاتصال التحدّي الذي واجه الأهل بإخبار ابنهم بضرورة الانتقال إلى العزل المؤسّسي والتهيئة النفسيّة التي ترافق مغادرته للمنزل، على الرغم من عدم ظهور أيّ أعراض للفيروس عليه.

وبعد أن أثارت وسائل الإعلام سابقًا قضيّة العزل المؤسّسي للأطفال المصابين، عملت لجنة الأوبئة، ضمن خطّتها، على إعادة النظر بخطّة الرَّصد والمخالطين، والحجر المنزلي، والبروتوكول العلاجيّ، وبناء قدرات المؤسّسات الصحيّة.

وبناء عليه، أوصت اللجنة بتطبيق العزل المنزليّ للأطفال المصابين بـ"كورونا"، بالإضافة إلى الكوادر الصحيّة التي تتعامل مع المرضى؛ لامتلاكها القدرات للحفاظ على صحّتهم وصحّة أسرهم، مضيفةً أنه يمكن التوسع به مستقبلاً ليشمل فئات أوسع من المصابين، بتعليماتٍ وشروطٍ محدَّدةٍ.

وأوضحت وسيلة إعلام ضمن تقرير تناول الجوانب النفسيّة للأطفال المعزولين أهميّة القرار الحكومي في معالجة هذه القضية وتعديل آليّة الحجر وتحويلها للحجر المنزليّ وفقًا لشروط صحيّة وتعهّد من الأهالي بالالتزام بها.

وقال رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز في تغريدة له عبر تويتر إنَّه تمّ البدء الفوريّ بتطبيق العزل المنزليّ لكلّ مصاب يقل عمره عن 18 عاماً، استنادًا للتغذية الراجعة من الميدانِ والأُسَرِ واحتياجاتِ الأطفال المتباينة خلال العزل.

ورصد "أكيد" التغطية الإعلاميّة للقضيّة كاملة، إذ تبيَّن أنّ وسائل الإعلام عرضتها بمهنيّة ونزاهة، تمثّلت بنقل المعلومات وآراء المصادر بتساو ودون أي أحكام أو تقييم، وحرصت في ذلك على التوازن بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصّة، والنزاهة في التعاطي مع الأخبار، وقدّمت الوقائع كما وردت من الجمهور، ما أوصل الرسالة المطلوبة إلى أصحاب القرار لتطبيق إجراء العزل المنزليّ للأطفال فورًا.