مقترح لإعادة النّظر في التغطية الإعلاميّة لفيروس "كورونا"

  • 2020-10-30
  • 12

أكيد – ترجمة بتصرّف: دانا الإمام

اقترحت كريستينا بوراك وهي صحافيّة ومُحررة ومُترجمة في مؤسّسة "دويتشيه ڤيليه" الألمانيّة أن تُقلّل وسائل الإعلام من نشر التغطيات والأخبار المتعلّقة بفيروس "كورونا" المستجدّ؛ لأنّها باتت كالطّوفان، والاستعاضة عن ذلك بتغطيات أقلّ عدداً لكن بقيمة توعويّة أكبر.

ومع دخول موسم الخريف في القسم الشماليّ للكرة الأرضيّة بدأت أعداد المصابين بفيروس "كورونا" بالتّزايد بشكل ملحوظ في عدد كبير من دول العالم، وهو أمر توقّعه الأطبّاء والمختصّون في وقت سابق من هذا العام. كما تُحذّر التوقّعات من زيادة أكثر بعدد الحالات مع تدني درجات الحرارة في الخارج وقضاء الأفراد وقتاً أطول داخل منازلهم وأماكن عملهم.

ويُقارب عدد الإصابات اليومي في أوروبا نحو 100 ألف حالة يوميّا، بينما تُسجّل الولايات المتّحدة نحو 60 ألف إصابة يوميّا. ورغم فرض بعض هذه الدّول حظراً شاملاً للتجوال وتشديد تعليمات الالتزام بارتداء الكمامات وتقليص ساعات عمل المحال التجاريّة، إلّا أنّ عدد الإصابات لا يزال بارتفاع.

خلال الأشهر الماضية ضجّت وسائل الإعلام بعدد مهول من المواد الإخباريّة والمقالات. فمثلاٌ، عدد كبير من وسائل الإعلام الأوروبية احتفلت مُبكّراً بنجاح الدّول بالتصدّي للفيروس وهو ما عزّز شعور انتهاء الأزمة لدى المُتابعين، لكن سُرعان ما عادت أعداد الإصابات للارتفاع بشكل كبير جداً. ليس هذا فحسب، بل إنّ التغطيات الإعلاميّة المٌكثّفة عن الفيروس أتعبت الجمهور وجعلته في حالة قلق مستمر وتعطّش للحصول على إجابات مؤكّدة لتساؤلاته، وأوجدت لديه ترقّباً دائماً لانخفاض عدد الإصابات.

ووفقا لبوراك، فإنّ نشر وسائل الإعلام لعنوان تلو الآخر وإجراء تغطيات حيّة على مدار السّاعة أسهما في إرباك المتلقّين والتأثير سلباً على صحّتهم النّفسيّة، وبخاصّة وأنّ فصل الصيف الذي عادةّ ما يكون متنفّساً للسّفر والرّحلات شهد تشديدات صحيّة وتقييدات على حريّة التنقّل.

الصّحافيّة الألمانيّة دعت المؤسّسات الإعلاميّة، بما فيها مؤسّستها، إلى إعادة النّظر في طريقة تناول أزمة "كورونا" من حيث المواضيع التي يتم تغطيتها والأسباب وراء ذلك. ما هي المعلومات التي تهمّ القرّاء والمتابعين فعلاً في المرحلة الحاليّة؟ هل يعرف جمهور القرّاء الأعراض الطبيّة للإصابة؟ كيف يمكننا حماية أنفسنا ومن حولنا من الإصابة؟ كيف يمكن لمن يحتاجون المساعدة الحصول عليها؟

خطورة الجائحة وحساسيّتها تُحتّمان على الإعلام القيام بمهام غاية في الأهميّة، أساسها تزويد الجمهور بالمعلومات التي يحتاجها فعلاً، وذلك حتّى لا يبحث الجمهور عن المعلومات من مصادر غير موثوقة تؤدّي في نهاية المطاف إلى التضليل ونشر الشائعات. كما تستمر مسؤوليّة وسائل الإعلام خلال الجائحة تجاه الجمهور بتوفير تغطيات عن قضايا أخرى لا تقل أهميّة كالاضطهاد السّياسيّ وانتهاكات حقوق الإنسان والعنف، حيث إنّ غياب التغطية الإعلاميّة لهذه القضايا تحت أيّ ظرف يسمح بتعميق هذه المخالفات التي تتم في الخفاء.

 

المصدر:

https://www.dw.com/en/opinion-why-we-need-less-coronavirus-media-coverage/a-55294446