أكيد – دانا الإمام
نشر موقع إخباريّ محليّ مادّة عن جريمة قتل شابّة في إحدى الدّول العربيّة، إذ تضمّنت المادّة مُخالفات مهنيّة وأخلاقيّة عديدة، أبرزها نشر صورة للجثّة في مكان الجريمة وهي مُحاطة بالقُمامة.
المادّة التي حملت عنوان "بالصور .. جريمة بشعة .. العثور على جثة عشرينية مقيدة ومقتولة ... تفاصيل" أوردت تفاصيل للجريمة ووصفاً دقيقاً لحالة الجثّة بعد التمثيل بها، وهو ما يُشكّل انتهاكاً لقيمة الحياة الإنسانيّة للضحيّة، ويؤثّر سلباً على مشاعرذويها.
المُخالفة الأبرز التي وردت في المادّة تخصّ الصّور المُرفقة مع نصّ الخبر، إذ نشر الموقع الإخباريّ صورة للضحية قبل الوفاة مع تضليل جزء بسيط من وجهها، لكن لا يزال بالإمكان الاستدلال على هويتها، إضافةً إلى نشر صورة لجثّة الضحيّة مع تضليل جزء منها بين القمامة، وفي ذلك إساءة لها ولأُسرتها، وانتقاصاً من كرامتها الإنسانيّة.
تُحتّم أخلاقيّات نشر الصّور عدم نشر صور ضحايا جرائم القتل من موقع الجريمة بشكل مسيء لحرمة الموتى، والاكتفاء بصورة تدلل على موقع الجُرمية ولا تظهر ملامح القتيل.
كما أنّ استخدام عبارات "بالصّور ... جريمة بشعة" و"تفاصيل" في عنوان المادّة هي إحدى طرق لإثارة فضول القرّاء وجذبهم لقراءة للمُحتوى والتّرويج له على حساب أخلاقيّات النشر بما يخصّ الجرائم، ويُشار هُنا إلى أنّ الخبر لا يحمل قيمة خبريّة للقارئ المحليّ.
تضمّن الخبر أعلاه، وهو منقول عن صحيفة عربيّة، ذكراً للأحرف الأولى من الاسم الثلاثي للضحيّة، وعمرها، مع تحديد تخصصها الجامعيّ واسم الجامعة التي تدرس بها، ما يُشكّل خرقاً لخصوصيّتها وخصوصيّة ذويها، ويُعدّ طريقة للاستدلال على معلومات تخصّها.
والأصل في أخبار الجرائم إطلاع القرّاء والمتابعين على وقوع الجريمة بشكل مقتضب، دون الخوض بتفاصيل تنال من كرامة الضحيّة، أو تؤثر سلباً على مشاعر أسرتها، أو تفتح المجال لممارسة الوصم والكراهية ضد فئة أو جنسيّة ما. كما أنّ نشر تفصيلات الجرائم قد يُشجع أصحاب النّفوس الضّعيفة على استلهام أفكار لسلوكيّات غير قانونيّة.
ويدعو مرصد "أكيد" وسائل الإعلام إلى الالتزام بالمعايير المهنيّة والأخلاقيّة التي تحضّ على احترام قيمة الحياة الإنسانيّة، والامتناع عن تصوير ونشر تفاصيل الأنشطة الموجّهة ضد المجتمع، وعدم إظهار تفصيلات أعمال القسوة، والضعف الجسديّ، والإساءة.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2025 جميع الحقوق محفوظة Akeed