أكيد – مجدي القسوس
نشرت وسيلة إعلام محليّة مادّة جاءت بعنوان: "المناعة ضد فيروس كورونا قد تستمر لأشهر"، وأرفقتها بصورة "أرشيفيّة" لـ"طفلين" من ذوي البشرة السوداء بتسريحة شعر أظهرت رؤوسهم وكأنها "أيقونة" فيروس "كورونا"، ما يُعد مخالفة مهنيًة تمثَّلت بتنميط الأفراد، وبالتالي الإساءة لهم.
وأثارت الصورة جدلاً بين المتلقين الذين رأوا أن هناك عنصريّة قد تعكسها الصورة، وإساءة لكرامة أشخاص أو جماعة، ترتقي إلى تنميط تلك الفئة، وربطهم بالفيروس المستجد عالميًّا، وفي ذلك مخالفة مهنيّة للمادة (5) من ميثاق الشرف الصحفي التي تنص على "تجنب الإشارة المؤذية والمسيئة لعرق الشخص أو لونه أو دينه أو جنسه أو أصله".
يقول الأستاذ يحيى شقير، المختصّ بالأخلاقيات والتشريعات الإعلامية، إنَّ الصورة المرفقة مع الخبر غير لائقة، ولا يجوز استغلال اختلاف اللون للسخرية أو جذب الانتباه، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام تلجأ، عادةً، إلى وضع صور أرشيفية لتوضيح موضوع معين، وغالبًا تستعين بصور خارجية من محرك البحث "جوجل"، لكن قد تضع صورًا تحمل تنميطًا سلبيًّا للأفراد، وهذا يقلّل من مهنية الأداء الإعلامي.
والأصل في الإعلام التوازن في استخدام الصور والفيديوهات، بتجنُّب توظيف مواد رقميّة مخالفة أو متعارضة مع نص المواد التي يتم نشرها، والتي تتسبب بالتنميط ونشر خطاب الكراهيّة، وعدم نشر الصور التي تسيء للأفراد الذين تدور حولهم الأخبار إذا كانت الإساءة أكبر من القيمة الإخبارية للصور.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2025 جميع الحقوق محفوظة Akeed