مخالفات مهنيّة وأخلاقيّة في نشر أخبار لا تحمل أيّة قيمة إخباريّة

  • 2020-11-29
  • 12

أكيد – آية الخوالدة

تُواصِل بعض المواقع الإخباريّة المحليّة نشر الأخبار التي لا تحمل أيّة قيمةٍ إخباريّةٍ، وإنَّما تسيءُ إلى قيم المجتمع ولا تحترم كرامة الإنسان وقيمة الحياة الإنسانيّة.

رصد "أكيد" جُملة من الأخبار التي قدَّمت تفاصيلَ قاسيةً عن جرائمَ اُرتكبت في دول عربيّة وأجنبيّة، لا يُناسب محتواها الفئات العمرية المُتابِعة للوسائل الإعلامية، كما أنها أوردت تفاصيل دقيقة تنتهك خصوصيّة الضحايا وتنال من كرامتهم الإنسانية.

ومن بين هذه الأخبار، نشرت عدة مواقع إخبارية تقريراً بعنوان "شاهدوا بالفيديو.. كيف انتقمت الجماهير العاشقة من "مغسل الموتى" الذي التقط صورة سيلفي مع جثة الراحل مارادونا"، واحتوى التقرير على صور لجثمان لاعب كرة القدم الأرجنتيني "دييغو مارادونا" بشكل واضح، من دون أية تغطية، ويُعدّ ذلك انتهاكاً صريحًا لحُرمة الميّت.

كما أرفقت التقرير بفيديو يُظهر انتشال الشرطة الأرجنتينية لجثة شخص من داخل حاوية للقمامة، على أنه الشخص الذي التقط صورة "سيلفي" مع جثمان مارادونا، بعد أن انتقمت منه الجماهير الغاضبة بسبب فعلته، والتي اتضح فيما بعد أنها لا تعود له وأنه بخير ولم يتعرض لأيّ اعتداءات.

ومن بين التقارير التي تناولت أخبار الجرائم وأوردت تفاصيلها، بالإضافة إلى استخدام العناوين المثيرة والمُبالغ فيها، نذكر:

تفاصيل جديدة.. فنانة مصرية قتلت زوجها في 3 دقائق

ترمي طفلها في قناة مائية خوفاً على علاقتها العاطفية

جريمة مروعة لأمّ بلا ضمير تلقي طفلها الرضيع في ترعة من أجل عيون خطيبها! فيديو

 

أستاذ التشريعات الإعلاميّة الدكتور صخر الخصاونة قال لـ "أكيد"، في تصريحات سابقة، إنّ نشر مقاطع الـ"فيديو" للاعتداءات لا يضيف قيمة إخباريّة للمادّة، كما أنّ فِعْل نشر هذه المقاطع يُشجّع على العنف أكثر من أن يكون وسيلة للتنفير من العنف أو الإشارة إليه كفِعل مُجَرَّم.

وبما يخصّ أخبار الجرائم، الأصل نشر خبر بسيط حول وقوع الجريمة بحيث يؤدّي الإعلام دوره في إطلاع جمهور القرّاء والمتابعين على ما يقع من جرائم فور وقوعها، دون الخوض بالتفاصيل التي من شأنها أن تنال من كرامة الضحيّة، أو تؤثر سلباً على مشاعر أسرته.

كما ويُذكّر "أكيد" بأهمّ القيم والمعايير المهنيّة التي تحكم عمل وسائل الإعلام والإعلاميّين، وهي "المسؤوليّة الاجتماعيّة"، أي مسؤوليّة الصحفيّ والوسيلة الإعلاميّة حيال المجتمع المحليّ والعام، وتقديم المصلحة العامّة على السبق الصحفي في الكثير من القضايا التي تمسّ الكرامة الإنسانيّة.