أكيد – ترجمة بتصرّف: دانا الإمام
اتّهم مختصّون في الصحّة العامّة، قبل نحو عامين، منصّات التّواصل الاجتماعيّ بالإسهام في انتشار فيروس الحصبة عبر سماحها بنشر وتداول معلومات خاطئة تدّعي أنّ لقاح الحصبة يُشكّل خطراً على صحّة الإنسان.
تعهّدت منصّة "فيسبوك" حينها أن تتّخذ إجراءات أكثر صرامةً تجاه المعلومات المغلوطة عن اللقاحات، بما في ذلك حجب هذه المعلومات وإخفاء اقتراحات الانضمام لمجموعات تُعارض اللقاحات، لكن سُرعان ما استملكت "فيسبوك" منصّة "انستاغرام" وأبقت على حسابات تروّج لمُقاطعة اللقاحات على المنصّة الجديدة. ومع استمرار الحملات المُضادّة لللقاحات عبر "التّواصل الاجتماعي" منذ ذلك الحين حتّى الشّهر الماضي، لم تتمكّن "فيسبوك" من منع هذا النّوع من المُحتوى من الظّهور بشكل تام.
اليوم، وبينما لقاحات "كورونا" في طريقها لترى النّور، تواجه شركات التكنولوجيا اختباراً كبيراً يُمكنها أن تثبت من خلاله التزامها بتعهّدها بضبط تدفّق المعلومات المغلوطة عن اللقاحات، إذ يقول فرانشيسكو روكا، وهو رئيس الاتحاد الدوليّ للصّليب الأحمر والهلال الأحمر، إنّ القضاء على جائحة "كورونا" يتطلّب أيضاً إنهاء حالة انعدام الثّقة بالمعلومات المتداولة عنها.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه بعض شبكات التّواصل الاجتماعيّ عن تطبيق سياسات جديدة تستهدف مواجهة المعلومات المغلوطة عن لقاحات فيروس "كورونا"، بينما لا تزال شبكات أُخرى تدرس الطرق التي ستعتمدها للحدّ من انتشار المُحتوى غير الدّقيق بما يتعلّق بلقاح "كوفيد-19"، لكن تبقى صياغة السّياسات أسهل بكثير من تطبيقها بفعاليّة واستدامة.
وشهدت منصّات عديدة منها "فيسبوك" و"تويتر" تداول عدد كبير من المستخدمين لنظريّات مؤامرة تخصّ اللقاح، وهو ما دفع هذه المنصّات لتطوير سياسات للتصدّي للمعلومات غير الصّحيحة المُتداولة، منها ما زعم عدم فاعليّة ارتداء الكمامات، إضافةً إلى مزاعم حول زراعة رقاقات متناهية الصّغر في أجسام من يتلقّون اللقاح؛ للتجسّس عليهم. كما أغلقت "فيسبوك" مجموعة فيها عدد كبير من المستخدمين تروّج لمُحتوى غير علميّ رافض للمطعوم، بينما لا يزال هناك عدد كبير من المجموعات المُشابِهة.
من جهتها تقول أستاذة الاتصال في جامعة جنوب كارولينا برووك ماكيفر، إنّ الانتشار الكبير للمعلومات غير الصحيحة عن اللقاحات، وبخاصّة عبر منصّات التّواصل الاجتماعيّ، يُشكّل "مشكلةً كبيرةً". وتوضّح "ماكيفر" أنّ المُشكّكين بفعاليّة اللقاحات يعزُون ذلك إلى إنتاجها بسرعة كبيرة، وإلى أنّه ليس لدى البشر خبرة مُسبقة في التّعامل مع الوباء المستجدّ، وهو ما يزيد من الضبابيّة وعدم التيقّن في التّعامل معه.
ورغم تأكيدات عديدة لمختصّي الصحّة العامّة بأنّ اللقاحات آمنة جدّاً، وأنّ التّفاعلات العكسيّة النّاتجة عن تعاطيها نادرة جدّاً، إلّا أنّ المنشورات التي تُعارض استخدام اللقاحات تلقى قبولاً لدى عدد كبير من مُتابعي ومستخدمي منصّات التّواصل الاجتماعيّ، وفي الآتي بعض الإجراءات التي أعلنت عنها هذه المنصّات لمواجهة التّضليل حول لقاحات "كورونا":
"فيسبوك" و"انستاغرام"
أعلنت منصّة "فيسبوك" والتي تملك أيضاً منصّة "انستاغرام" أنّها ستسمح بنشر محتوى يُناقش الدّراسات المتعلّقة بمرض "كوفيد-19" وتجارب إنتاج اللقاح الخاص به، لكنّها ستُزيل أيّ مُحتوى يدّعي وجود لقاح فعّال وآمن للفيروس حتّى تُقّر السلطات الصحيّة ذلك، وفقا للناطق باسم شركة "فيسبوك"، الذي أضاف أنّ المنصّة ترفض إعلانات تشجّع النّاس على رفض المطعوم.
"تويتر"
أعلن متحدّث باسم "تويتر" أنّ الشّركة لا تزال تعمل على دراسة السّياسات والخُطط التي ستتبنّاها قبل اعتماد وتوفُّر لقاح لفيروس "كورونا"، موضحاً أنّ الشّركة أضافت منذ 2018 رابطاً يُرشد المُستخدمين إلى مصادر صحيّة موثوقة عند البحث عن أيّ مُحتوىً يتعلّق باللقاحات.
"يوتيوب"
في شهر تشرين الأوّل من هذا العام، حدّثت شركة "يوتيوب" سياساتها بحيث تتم إزالة أيّ مقاطع مُصوّرة تتضمّن معلومات مغلوطة عن لقاحات "كوفيد-19"، مثل ادّعاءات أنّ لقاح "كورونا" يتسبّب بالموت أو بالعقم، أو أنّه سيتم زراعة رقائق صغيرة جدّاً في أجساد من يتلقّون المطعوم.
"تيك-توك"
قالت منصّة "تيك-توك" أنّها ستُزيل المعلومات المغلوطة عن "كوفيد-19" واللقاحات الخاصّة به، بما في ذلك المُحتوى المُعارض للقاحات، وذلك عبر مُراقبة الشّركة للمُحتوى وعبر خاصيّة الإبلاغ عن المُحتوى المُسيء. كما تعمل المنصّة مع جهات متخصّصة بالتحقّق مثل "بوليتيفاكت" و"ليد ستوريز" ووكالة الصّحافة الفرنسية؛ بهدف تعزيز دقّة المحتوى ومصداقيّته.
المصدر: CNN
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2024 جميع الحقوق محفوظة Akeed