أكيد – دانا الإمام
نشرت عدّة مواقع إخباريّة محليّة مادّة تدّعي أنّ كائنات فضائيّة وصلت الأرض سرّاً ووقّعت اتّفاقيّة مع الولايات المتّحدة للسّماح بإجراء اختبارات على كوكب الأرض، الأمر الذي يُعدّ تضليلاً يهدف إلى زيادة القراءات وتشجيع المُعلنين على حساب جودة المُحتوى.
نقلت وسائل الإعلام المُخالفة المُحتوى المُضلّل عن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة التي نشرت تصريحاً لـ "خبير ومسؤول سابق" قال فيه إنّ الرّئيس الأميركيّ دونالد ترامب كان على وشك كشف السّتار عن وجود هذه الكائنات، لكنّه تمهّل في الإعلان عنها بطلب من الكائنات الفضائيّة تجنّبا لإحداث "هستيريا جماعيّة".
تتطلّب معايير المهنيّة في العمل الصحافي الإحجام عن نشر أيّ مُحتوى يخلو من القيمة الخبريّة، إضافة إلى ضرورة الالتزام بالدقّة والموضوعيّة وإعطاء أولويّة التغطية والنّشر للقضايا المحليّة والمواد ذات القيمة الخبريّة.
كما أنّ المواقع الإخباريّة التي نشرت المادّة المُشار إليها لم تستند إلى مصادر علميّة موثوقة متخصّصة في علم الفضاء تُعطي المعلومات الصّحيحة بما يخصّ الحياة خارج كوكب الأرض، بل عرضت وجهة نظر "الخبير الإسرائيليّ" على أنّها حقيقة مُسلّم بها، وهو ما يُسهم في نشر خُرافات ومعلومات غير صحيحة لجمهور المتلقّين.
بدورها قالت وكالة (إن بي سي نيوز) الأميركيّة إنّها تواصلت مع البيت الأبيض للحصول على تعليق على ما ورد في التّصريحات أعلاه لكن دون جدوى، كما أنّ النّاطق الرّسميّ باسم وزارة الدّفاع الأميركيّة رفض التّعليق عن الموضوع.
ومن جهة أُخرى، قال المتحدّث باسم وكالة "ناسا" الشّهيرة إنّ أحد الأهداف الرّئيسيّة للوكالة هو البحث عن الحياة في الكون، لكنّها لم تجد للآن أيّ علامات أو دلائل على وجود حياة خارج كوكب الأرض.
تعقيباً على الموضوع، يقول عضو مجلس نقابة الصحافيّين خالد القضاة لـ "أكيد" إنّ بعض ناشري المواقع الإخباريّة يلجأوون لنشر مواد مُضلّلة اعتقاداً منهم أنّها تُحقّق قراءات عالية وبالتّالي يعرضون بيانات إحصائيّة تُشجّع المُعلنين لنشر إعلانات على هذه المواقع، وبخاصّة أنّ الشّركات المُعلنة تشترط تحقيق حدّ أدنى لدخول القُرّاء إلى الموقع يوميّاً.
ولتحقيق ذلك، تلجأ بعض المواقع الإخباريّة إلى التّضليل، مثلاً عبر إخفاء أحد العناصر الخمسة الأساسيّة التي يتكوّن منها الخبر، أو التّرويج لمُحتوى ما على حساب المستوى المهنيّ أو حريّة الصّحافة أو المصلحة الوطنيّة، وفقاً للقضاة، الذي وصف هذا السّلوك بأنّه "وسيلة جديدة للظّهور والاستعراض ندفع ثمنها غالياً".
ويُضيف القضاة أنّ مواضيع الخيال العلميّ مثل الكائنات الفضائيّة وزرع رقاقات للتجسس في جسم الإنسان هي ضمن المواضيع التي لا يُلاحق القانون ناشريها، لكن حالها كحال إشاعة الفتنة ونشر الإشاعات.
ويُشير إلى ضرورة أن يتم تعديل التّشريعات التي تنظُم مهنة الصّحافة بحيث لا يُسمح لغير الصّحفيين تملّك أو إدارة وسائل الإعلام لاستعادة العمل المهنيّ، مع إجراء تعديلات تُسهم في توسيع دائرة من يُسمح لهم بالانتساب للنّقابة من العاملين في المهنة.
ويُنوّه القضاة إلى أنّه "لا يجوز الرّضوخ لرغبات المُعلنين على حساب مسؤوليّة وسائل الإعلام تجاه نشر الوعي".
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2025 جميع الحقوق محفوظة Akeed