أكيد – آية الخوالدة
نشر موقع إخباريّ محليّ تقريراً بعنوان "طلبة الدراسات العليا في الأردن على موعد لدخول موسوعة جنيس كأعلى نسبة إسقاط للمواد الأكاديمية"، تضمَّن عددًا من المخالفات المهنيّة.
تناول التقرير الذي بلغت عدد كلماته 980 كلمة، مشاكل طلبة الدراسات العليا مع التعليم عن بُعد، ومنها ارتفاع أعداد الطلبة المسجّلين، ممّا تسبَّب بمنع استفادة الطلبة من استيعاب الشرح عبر المِنصَّات الإلكترونية، بالإضافة إلى غياب التفاعل والعصف الذهني من خلال التعلُّم عن بُعد.
كما أشار التقرير إلى قيام العديد من طلبة الماجستير والدكتوراة بإسقاط المساقات الجامعية؛ لتلافي خَفْض معدلاتهم التراكميّة، بعد قرار التعليم العالي وقف "حساب علامات الفصل في المعدل التراكمي/اختياري"، وغيرها من المشاكل المتعلّقة بسير نظام التعليم الجامعي.
اللافت للانتباه في التقرير هو غياب مصدر المعلومة، إذ استند الموقع الإخباري إلى "رسالة وصلت إليهم"، ونشروا المعلومات تحت مُسمّيات مصادر مجهولة، منها "قال الطلبة في الجامعات"، و"يقول هؤلاء الطلبة"، و"بحسب الطلبة"، و"أكد الطلبة".
كما نقل الموقع الإخباريّ على لسان المصدر المجهول حُكماً غير منطقي وأبرزه في عنوان التقرير، حيث ورد في متن التقرير "وتندّروا بالقول: إن الاردن سيدخل في موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأعلى نسبة اسقاط مواد لطلبة الدراسات العليا (ماجستير، ودكتوراة).
يرى مرصد "أكيد" أنّ اعتماد الوسائل الإعلاميّة على المصادر المجهولة بشكل مُفرط، يُعدُّ إخلالاً بالقواعد المهنيّة، والذي يُفترض أن يكون ضمن أضيق نطاق، إذ يلجأ بعض الصحفيّين لاستخدام المصادر المجهولة إمّا لتمرير بعض الأغراض والأهداف السياسية أو بسبب الاستسهال وعدم الرغبة في البحث عن مصادر، وبخاصّة حينما يعتقد الصحفي بصحّة ما لديه من آراء أو معلومات فينسبها إلى مصادر مجهولة، وهي ممارسة ينتج عنها أحياناً نوعاً من التضليل.
والأصحّ أن تحرص المؤسّسات الإعلاميّة على عدم التوسُّع في استخدام المصادر المجهولة، حفاظًا على مصداقيّتها، وذلك لأنَّ المصادر التي تُفصح عن اسمها تعطي مصداقية، لأنّها أشبه بالشهود، وتقول الحقيقة على الأرجح، كما يُنظر إلى الصحفيّ في هذه الحالة على أنَّه يتصرّف بمهنيَّةٍ؛ أي ينقل ما يحدث وما يراه الآخرون ويقولونه، وللقرّاء الحرية في تصديق ما يقوله المصدر، استناداً إلى سمعة ذاك الشخص أو منصبه.
هذا وسبق أن نشر "أكيد" تقريراً مُترجمًا بعنوان "متى يمكنك اعتماد إفادة مصدر مجهول؟"، بيّن خلاله متى يمكن الاستعانة بالمصدر المجهول لكشف غموض قصّة ما، من دون مخالفة المعايير المهنيّة والأخلاقيّات الصحفيّة.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2025 جميع الحقوق محفوظة Akeed