"المواقع الإلكترونيّة تعمل بمبدأ قصّ ولصق".. أين هي المخالفات المهنيّة في هذا الحُكْم؟

  • 2021-01-06
  • 12

أكيد – مجدي القسوس

 

قدَّم مذيع خلال مقابلة تلفزيونيّة أجراها مع ضيفٍ حول "الإعلام الرقميّ" أسئلة وتعليقات غير مهنيّة، ارتكب فيها مجموعة من المخالفات المهنيّة.

ورصد "أكيد" المقابلة التلفزيونيّة، إذ عقد المذيع مقارنة بين الأردن والصين حول حال الإعلام في كلا البلدين، وذلك في الدقيقة الثالثة من المقابلة، وسأل إن كان الإعلام في الصين كما الإعلام في الأردن الذي وصفه بأنه "مواقع إلكترونيّة تقوم بالـcopy-paste عن بعضها"، بقوله: "غالبيتها قُصّ ولزَّق"، وهي مقارنة غير متوازنة حملت تعميمًا على وسائل الإعلام بالأردن، وتقليلاً من مهنيّتها، وفي هذا مخالفة للبند الثاني من المادة (15) من ميثاق الشرف الصحفي التي تُلزم الصحفيّين بـــ "عدم الخروج على قواعد اللياقة وتقاليد المهنة... وعدم تجريح أعضاء الأسرة الصحفيّة دون حقّ أدبيّ أو ماديّ تقرّره القوانين والأنظمة أو تقاليد المهنة".

وفي الدقيقة الثامنة و52 ثانية، أثنى مقدّم البرنامج على تمكّن الضيف ممّا يزيد عن أربع لغات عالميّة، قائِلاً له: "مهتم بالشأن الداخلي! خليك بالشّأن الخارجي؟"، وبهذا يوجّه مقدّم البرنامج رسالة سلبيّة، قد يُفهَم من خلالها دعوته إلى أصحاب العقول إلى الهجرة، ومغادرتهم البلاد بدلاً من تعزيز عطائهم للشأن المحليّ، ليردّ الضيف: "الوطن يستحقّ الكثير".

وبالحديث عن العمل التطوعي للضيف، وصف مقدّم البرنامج أنّ العمل التطوعيّ هو "عمل ببلاش"، ضاربًا مثلاً شعبيّاً يقول: "ما في شي ببلاش غير العمى والطراش"، وهو مثلٌ يُضرَب للشيء الذي بلا ثمن ومن دون مقابل، مرتكبًا به خطاب كراهيّة ضد فئة محدّدة من ذوي الإعاقة، من خلال نبذهم والتقليل من شأنهم والاستعلاء عليهم، والانتقاص من كرامتهم، أشخاصًا أو جماعة.

وفي أجابة الضيف عن أحد الأسئلة بعبارة "نحتسبها عند الله"، ردّ مقدّم البرنامج عليه بقوله: "صرت زي الشيوخ"، وفي هذا أيضًا خطاب كراهيّة يسعى إلى تنميط هذه الفئة بناءً على توجُّهاتها الدينيّة.

الأستاذة بيان التل، مستشارة ومديرة برنامج التربية الإعلاميّة في معهد الإعلام الأردني، قالت في تصريحٍ سابقٍ لـ"أكيد": إنَّ أخطرَ ما يواجه الإعلاميّين اليوم هو البحث عن "الشعبويّة" التي تعزّز الشعور بالغرور، وتدفع الإعلاميّ إلى ارتكاب الحماقات، وأنّ على الإعلاميّ إدراكَ طبيعة مهنته التي تتطلَّب منه تقديمَ رسائلَ إيجابيّة تخلو من خطاب الكراهية، أو العنصريّة، أو التحقير، أو الإساءة إلى الآخرين.

ويُذَكّر "أكيد" بمعايير مصداقية التغطية الصحفية، والممارسات المهنيّة في أداء المذيعين، والتي نذكر منها: الابتعاد عن الغرور حتى لا يشعر المشاهد بفوقيّة يمارسها المقدّم في أدائه، وضرورة التحضير المتمكّن للفقرات بكتابة الكلمات المفتاحيّة حتى لا يقع المذيع ضحيّة الخطأ في التعبير، وأن يبتعدَ عن وَضْع نفسه موضع النّاقد الّذي يكيل الذَّم أو المديح.