"طفلان يعانيان من مرض نادر" في وسيلة إعلام ... انتهاكٌ صارخٌ للخصوصيّة

  • 2021-01-27
  • 12

أكيد – مجدي القسوس

 

نشرت وسيلة إعلام محليّة مرئيّة عبر موقعها الإلكتروني تقريرًا إخباريًّا نقلاً عن "سكاي نيوز" العالميّة، تحدّثت فيه عن حالة مرضيّة "غريبة ونادرة" أُصيب بها طفلان شقيقان في إحدى الدول العربيّة، حتى تدخلت الحكومة لعلاجهما، مُرفِقةً المادّة بمعلوماتٍ عن الأطفال، من أسمائهم الكاملة، وجنسيّاتهم، وأعمارهم، وبخاصّة صور لهم، مرتكبةً بذلك مخالفة مهنيّة وأخلاقيّة في تغطية قضايا الطفولة.

ويظهر في الصور التي نشرتها وسيلة الإعلام، ويعتذر "أكيد" عن إدراجها ضمن التقرير التزامًا بالمبادئ الأخلاقيّة، الطفلان المصابان بالمرض "النادر" بشكل "متضخم ومشوَّه إلى حد كبير"، إلى جانب أخيهم الثالث السليم، مُرفقة الصورة بـتعقيبٍ عليها: "هذه معاناة طفلين ... مع المرض النادر"، في انتهاكٍ صارخٍ لخصوصيّة المرضى، الأمر الذي يُسبّب وصمًا للطفل وذويه عند استخدام الصور وإعادة نشرها.

ونقلت وسيلة الإعلام المحليّة المادّة كما وردت في "سكاي نيوز" من دون إخضاعها للمعايير المهنيّة والأخلاقيّة التي تحكم إعداد التقارير الإخباريّة حول الأطفال، مستخدمةً كلماتٍ غير لائقة عبّرت فيها عن حالة الطفلين مثل: "وكأنهما يرتديان أقنعة مرعبة".

ويشير "أكيد" إلى أهميّة وسائل الإعلام ودورها في تغطية قضايا الطفولة، وحشد الرأي العام لتقديم المساعدة في القضايا التي تلزم ذلك، مع ضرورة مراعاة المبادئ الأخلاقيّة الإعلاميّة، التي تحول دون التأثير السلبي على النموّ النفسي للأطفال، واحترام كرامتهم الإنسانيّة، أو تعريضهم للإساءة والتنمُّر والوصم.

وحول هذه المخالفات أوضح أستاذ التَّشريعات والأخلاقيّات الصحفيّة الدكتور صخر خصاونة في حديث سابق لـ "أكيد": إنَّ إعادة تداول الصور بين وسائل الإعلام، يحتاج أيضًا إلى الموافقة ذاتها عند نشر الصور في الوسيلة الأصليّة، وفي جميع الأحوال حتى لو حصلت الموافقة يجب ألا يتعرّض الطِّفل إلى "الوصم".

وأضاف: إنّ استخدام صور الأطفال لجلب المساعدات أيضًا من المخالفات المهنيّة التي نصّ عليها ميثاق الشرف الصحفيّ الأردنيّ، وكَفَلَتها المواثيق الدوليّة لحماية حقوق الطفل.

ويشير "أكيد" إلى أنَّ الأصل أن تقوم وسيلة الإعلام بنشر التقرير، بعيدًا عن اختراق خصوصيّة الطفلين، بما يخدم الهدف الإنسانيّ الذي تسعى إليه وسائل الإعلام، ويُفترَض اللّجوء إلى تظليل الوجوه وتغطية ملامحها في حال كان نشر الصور ضرورة، والاكتفاء بالوصف الذي يخدم الهدف كاملاً، وأنَّ على وسائل الإعلام ضرورة قياس مدى تأثير ذلك على مستقبل الطفل، فالأصل؛ حماية الطفل وعدم تعريضه للإساءة، بهدف زيادة عدد المتابعين.