"عاجل: أردني ينحر ابنه ويقطّع جثته .." .. إعادة إنتاج جريمة قديمة!

  • 2023-06-20
  • 12

عمّان 20 حزيران (أكيد)- عُلا القارصلي- نشرت وسائل إعلام محلية متعددة أخبارًا لجريمة قتل قديمة حدثت عام 2013، وأعادوا ذكر تفاصيل الجريمة، مستخدمين كلمة "عاجل" وعناوين مثيرة توحي بأن الجريمة وقعت للتو، في حين لا ينسجم المحتوى مع المعايير المهنية في نقل الأخبار وإطلاع المجتمع على تفاصيل منفّرة، وعلى تخفيض العقوبة، فالأصل هنا هو إبراز أن العدالة أخذت مجراها، وطمأنةُ المجتمع أن القاتل قد أخذ عقابه وليس إعادة إنتاج جريمة قديمة لمجرد البحث عن مزيد من القراء. [1] [2] [3] [4] [5]

تناقلت جميع المواقع المرصودة مادة خبريّة متشابهة في الصّياغة والوصف، مركزة على وصف التفاصيل المؤلمة والقاسية التي لا تحمل أيّ قيمة خبرية، إنّما تروّج للعنف، الأمر الذي يعتبر ممارسة سلبية لوسائل الإعلام ومخالفة أخلاقيّة تثير النّزعة الشهوانيّة، وتُسهِم في تعريف ذوي النفوس الضعيفة بأساليب جُرميّة قد تدفع بعضهم إلى تقليدها.

ركزت تلك الوسائل الإعلامية على تخفيض العقوبة من الإعدام شنقًا إلى 15 سنة عملًا بقانون العفو العام، ثم تخفيضها مرة ثانية لأن ورثة الجاني أسقطوا حقهم الشخصي لتصبح 7.5 سنة أشغال محسوبة منها مدة التوقيف، ولم تبذل الوسائل جهدًا لتوضيح سياقات وأحكام العفو العام وإسقاط الحق الشخصي، والتي خُفّض الحكم بناءً عليها.

ويرى مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أنّ تناول الإعلام لهذه القضية بهذه الطريقة يخلو من الهدف الأسمى من وراء هذا النوع من التغطيات وهو تحقيق الردع العام، فيما يجدر عند كتابة هذه الأخبار الابتعاد عن ذكر مكان حدوث الجريمة أو إبراز جنسية بعض الأشخاص في محيط الجريمة، وأيّ وسم أو مصطلح قد يسهم في تكريس صورة نمطية وتأجيج خطاب الكراهية ضد منطقة أو جنسية ما.

ويشير (أكيد) إلى أنّ آثار التغطية النّمطية والتقليدية لهذا النوع من الأخبار تنعكس سلبًا على المجتمع، إذ كان من الأولى التركيز على نواحي مُلهمة للقراء، كإلقاء الضوء على آثار الشك والتفكير السلبي الذي يؤدي إلى ارتكاب جرائم بحق أشخاص ربما يكونون أبرياء.