عمّان 20 نيسان ( أكيد)- سوسن أبو السُندس- تتبعت وسائل إعلام محلية قضية قضائية خاصة لا تهم ولا تعني الرأي العام، وأعادت نشر شكوى جزائية قدمت من قبل أحد العملاء ضد بنك محلي، وتوسعت في نشر المناكفات الحاصلة بين الطرفين. بهذا تكون وسائل إعلام قد قدّمت المصلحة الخاصة على المصلحة العامة في النشر، وشهَّرت بالأطراف المعنية بالقضية، وسمحت بنشر ما هو غير مفيد عبر بواباتها.
تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) انتقالمضمون الشكوى الجزائية إلى وسائل الإعلام، فوجد أنَّجميع التفاصيل الواردة في مضمون الشكوى ومن بعدها قرار إلقاء الحجز التحفظي على أموال البنك، المنقولةوغير المنقولة قد تم نشرها دون أن يمثل ذلك خدمة حقيقيةلجمهور المتلقين، ولم تُراعِ الممارسات الفُضلى في مثل هذه التَّغطيات.
وتقتضي الأخلاقيات الصحفية بعدم نشر قضايا الحجز التحفظي، وذلك لأنَّها ما زالت منظورة أمام القضاء، وبالنظر إلى قانون أصول المحاكمات المدنية في المواد(141-152) يأتي الحجز التحفظي لوضع أموال المدينتحت يد القضاء ومنع التصرف بها أثناء النظر بالمنازعةالقضائية، وبذلك يعتبر الحجز التحفظي وسيلة وقائية لحفظ حق المدعي وليس قرارًا نهائيًا موجبًا للنشر،خصوصًا أنَّ القضية يتداخل بها عملاء للبنك وموظفون لدى شركات الطَّرف الآخر، والقضية شخصية وليست عامة.
وبما أن التحقيق في مراحله الأولى، فإن الأخلاقياتالصحفية تنشد الحياد الذي يتطلب عدم نشر الوثائق والمعلومات القضائية ومن ضمنها أسماء الشركات أو البنوك أو الأشخاص، حتى لا تقع الوسائل الإعلامية في شبهة التشهير أو شبهة الذم والقدح، وتصبح عرضة للمساءلة القانونية.
وعلى ذلك صرّح البنك المُدَّعى عليه عن نيته مقاضاة وسائل الإعلام التي تناقلت الأخبار واعتبرها مضرّة بسمعة البنك والقائمين عليه، بعدما قرر النائب العام رد الدعوى القضائية قرارًا قطعيًّا غير قابل للطعن أمام أيجهة قضائية.
ويرى مرصد (أكيد) أنَّ على الصِّحافة أن تلتزم بالمعايير المهنية والأخلاقية، وأن تمتنع عن نشر الأسماء أو الوثائق في مرحلة التحقيق الأولي ومرحلة إسناد التهم، إلى أن يتم تحويل القضية إلى المحكمة والتي تقرر بدورها سرية أو علنية المحاكمة.
ويتحفظ مرصد (أكيد) عن ذكر أسماء أطراف القضية وروابط الأخبار حرصًا على عدم تكرار الانتهاكاتولضعف القيّمة الخبرية لهذه المواد الإعلامية.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2024 جميع الحقوق محفوظة Akeed