كيف نكشف زيف الرواية الغربية المنحازة لإسرائيل في حربها على غزّة 2023؟

  • 2023-10-26
  • 12

عمّان 26 تشرين الأول (أكيد)- عهود محسن- ثلاثة أسابيع ثقيلة من القصف المتواصل على قطاع غزّة في ظل حصار مطبق، لم تكن القذائف الصاروخية والرصاص سلاحها الوحيد، فقد أدخل الاحتلال سلاحًا جديدًا للخدمة يتفنّن بالقتل الناعم (الأخبار الكاذبة) لتشويه وجه الحقيقة في القطاع.

وسائل إعلام  أجنبية تبنت وجهة نظر واحدة نقلت خلالها أخبارًا كاذبة خلال الحرب على غزّة 2023، احتوت معلومات وتصريحات ملفّقة وكأنها حقائق واقعة، متجاهلين أن الصّحافة الحقيقيّة تلتزم في تغطياتها الأخبارية بالبحث عن الحقيقة ونقلها للجمهور بعيدًا عن الاصطفافات السّياسية، وتمتنع عن نشر الأخبار المختلقة والمضلّلة.

يبذل الإعلام الأردني جهودًا كبيرة في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة  ومساندة الحق الفلسطيني المستباح، إلا أن بعض التفاصيل غابت عن تغطياته على الرغم من أهميتها في فضح زيف ادّعاءات الاحتلال ودور الإعلام الغربي في الترويج لها، بعدما حوّل تزييف الصور والفيديوهات ونشرها ضمن الأخبار الضحايا إلى جناة.

مواقع إخبارية وصحف ومجلات أجنبيّة نشرت قصصًا لعائلات أسرتهم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وتوسّعت بذكر تفاصيل حول 11 عائلة منهم، كما فعلت مجلة نيويورك[1]مع تكرار قولها أن ارهابيي حماس بدلًا من المقاومة الفلسطينية، بينما تناولت صحيفة الجارديان[2] التي وصفت الأسرى الموجودين في غزة برعاة كبار السّن وروّاد الاحتفالات والأطفال لإضفاء صفة أكثر إنسانية عليهم، متجاهلة الشهداء المدنيين والأطفال والأمهات الذين سقطوا نتيجة القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، فأدين الفلسطيني وحُكم عليه بالموت والظلم في آن معًا.

رواية الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي التي حاول خلالها تحميل حركة الجهاد الإسلامي المسؤولية عن قصف المستشفى المعمداني[3][4][5] وتداولها الإعلام الغربي [6] كما فعلت مونتي كارلو الدولية، وإن. بي. سي. نيوز [7]، لم تجد صوتًا معارضًا يضحدها في الإعلام المحلي على الرغم من توارد أنباء تفيد بتلقي المستشفى إنذارات من جيش الاحتلال بالإخلاء، وهو ما يؤكد النّيّة لقصفه[8][9][10] . وفي شتى الأحوال، لا بد أن يقرّ المراقب أن ماكينة الحرب الإسرائيلية جعلت من قطاع غزة أرضًا محروقة.

ومن أجل عدم الوقوع في شراك التضليل الإعلامي خلال الحروب، يؤكد مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) وجوب الالتفات إلى خلفية الوسيلة المعنية أو إعلاميّوها والخيارات التي تتبناها في السياق المحدّد؛ من يقف وراءها، وما الهدف من نشر أخبار تدين أو تناصر طرفًا على آخر، أو نشر أخبار لقلب الوقائع وتغييرها.

لا تغتر بالعناوين، فالعنوان يمكن أن يوحي بشـيء غير المضمون، وهذا يقع كثيرّا، عمدًا أو خطأ، كأسلوب من أساليب الإثارة والجذب.

عندما ينقل لك العنوان تصريحًا أو يخبرك بنتيجة، احرص أن تقرأ تفاصيل الخبر، وتسلسل الأحداث، وتحقّق من النتيجة.

بعد التدقيق في الوسيلة الإعلامية، لا بد من التدقيق في الخبر المنشور، ومعرفة مصدره الأول، أي معرفة المصدر الذي اعتمدت عليه الوسيلة الإعلامية في نقل الخبر؛ إذ إن مصادر مثل شهود عيان أو ناشطين تُضَعِّف كثيرًا من مصداقية الخبر، ويمكن فبركتها.

كذلك يتعيّن التأكد من وجود مصادر متعددة، متناقضة المصالح، فهذا يعطي للخبر مصداقية أكبر، كما أن التدقيق لا بد أن يشمل الصور والمقاطع المصوّرة، فليست كل صورة تأكيدًا لخبر ما، ولا حتى كل مقطع مصوَّر، لسهولة فبركتها.