عمّان 20 آب (أكيد)- نشرت وسيلة إعلام محليّة خبرًا عن شكوى على الخطوط الجويّة الملكيّة الأردنيّة بعنوان: "ناشط مواقع تواصل اجتماعي يشكو ضعف الخدمات برحلته عبر الملكيّة الأردنيّة للطّيران".[1]
غابت الدقة والوضوح عن عنوان الخبر، فليس هناك تعريف محدّد لمسمى "ناشط مواقع تواصل اجتماعي" أو للمنصّة التي ينشط من خلالها: فيسبوك، تويتر، إنستغرام، تيلغرام، تيك توك، أو أنه ينشط عليها جميعًا.
لم يذكر الخبر الاسم الصريح للشخص المقصود أو مهنته، واكتفى بتسميته ناشط مواقع تواصل اجتماعي، وهو ما لا يمكن الاستدلال به على هوية الشخص لأنه من غير المقبول تعريف الأفراد بنسبتهم لهواياتهم باعتبار مواقع التواصل الاجتماعي فضاءات تعارف وتسلية، ولوجود العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، متناسين أن على الصّحفيين عزو المواد الصّحفية لمصدرها الصريح.
لم يحدد الخبر تاريخ الرحلة وزمانها، واكتفى بالإشارة إلى رحلة متّجهة إلى تركيا، على الرغم من أن على الصّحفيّين بيان مكان وزمان وقوع الحادثة للتأكيد على مصداقية الوسيلة الإعلامية، وصحة الواقعة، وعدم التشكيك بها من قبل الجمهور.
نقل الخبر أن النّاشط أبدى امتعاضه خلال رحلة على متن الخطوط الجوية الملكية الأردنية في حوار بينه وبين إحدى المضيفات الجويات دون أن يحدّد لنا المصدر الذي نقل المعلومة إلى الوسيلة الإعلامية. فهل كان هو الناشط أم المضيفة أم شهود عيان، على الرغم من أن على الصّحفيّين مطالبين بالالتزام بالموضوعية والدقة عند نقل المعلومات والتوثّق من صحتها قبل نشرها كجزء من حق الأفراد في المعرفة.
غاب عنصر التوازن عن الخبر باستبعاد وجهة النظر الأخرى التي تمثلها شركة الخطوط الجوية الملكية كطرف مقابل للناشط للرد على ادّعاءاته وإجابة الأسئلة حولها، فظهرت الوسيلة الإعلامية بمظهر المتحيز ضد شركة الطيران، خصوصًا إذا ما التفتنا للخلفية المذكورة في نهاية الخبر، والتي تحدد تاريخ إنشاء الشّركة والغاية منها وأهدافها المستقبليّة، وهو ما يمكن أن يدفع للتّشكيك بمهنية الوسيلة الإعلامية التي نشرت الخبر ويؤثر سلبًا على مصداقيّة أخبارها.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2024 جميع الحقوق محفوظة Akeed