تجاهل إعلامي لأهمية مشاركة الأردن في مؤتمر الأطراف لمكافحة التّبغ وتغطية خجولة لمجريات المؤتمر ونتائجه

  • 2024-03-14
  • 12

عمّان 13 آذار (أكيد)- عُلا القارصلي- يُعد التّبغ من بين العناصر الأكثر تهديدًا التي يواجهها العالم للصّحة العامّة على الإطلاق، إذ وفق منظّمة الصّحة العالمية يقتل التّبغ أكثر من ثمانية ملايين شخص سنويًا، منها سبعة ملايين بسبب الاستخدام المباشر للتّبغ، وحوالي 1.3 مليون يموتون بسبب التّعرض للتّدخين السّلبي.[1] 

إنّ من حقّ كل إنسان التّمتع بأعلى مستوى من الصّحة يمكن بلوغه، ولأنّ التّبغ ينتهك هذا الحق، جرى تحت رعاية منظّمة الصّحة العالمية التّفاوض على معاهدة مسندة بالبيّنات تؤكّد هذا الحق، وسميت "اتفاقية منظّمة الصّحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التّبغ"، وقد اعتمدتها جمعية الصّحة العالمية في 21 أيار 2003، وبدأ نفاذها في 27 شباط 2005. وغدت منذئذ إحدى أسرع المعاهدات قبولًا على أوسع نطاق في تاريخ الأمم المتّحدة، إذ بلغ عدد الأطراف فيها 183 طرفًا.[2] 

ولدراسة مدى تطبيق الاتّفاقية الإطارية بشأن مكافحة التّبغ، يُعقد كل سنتين مؤتمر يضمّ جميع الأطراف في الاتّفاقية، ويسمّى مؤتمر الأطراف، ويستعرض الأخير تنفيذ الاتّفاقية، ويتّخذ القرارات اللازمة لتعزيز تنفيذها بشكل فعّال، ولا تكون القرارات ملزمة للأطراف، لكنها تعبّر عن كونها ذات تأثير كبير كمؤشر للسّياسات الوطنية. 

ومنذ العام 2020، يُعقد مؤتمر الأطراف عن بعد بسبب جائحة كورونا، في حين عُقد المؤتمر العاشر هذا العام حضوريًا في مدينة بنما، وجرت أعماله خلال الفترة من 5 إلى 10 شباط، وعقد بعده الاجتماع الثالث للأطراف في بروتوكول القضاء على الاتّجار غير المشروع بمنتجات التّبغ من 12 إلى 15 شباط، وكان الأردن أحد الأطراف المشاركين في المؤتمر هذا العام، حيث أنّه طرف في الاتّفاقية منذ العام 2005.[3] 

تتبّع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تغطية وسائل الإعلام المحلية لمشاركة الأردن في مؤتمر الأطراف العاشر، وتبين أن التغطيات خجولة جدًا. فقد أشير إلى عقد مؤتمر الأطراف في فقرة ضمن المواد الصّحفية المتعلقة بالتّدخين، أما الموادّ التي استعرضت مجريات المؤتمر، فقد ركّزت على موقف منظّمة الصّحة العالمية الذي يعتمد على معاملة المنتجات البديلة للتدخين بالآلية نفسها التي يجري التعامل بها مع المنتجات التّقليدية.[4] [5] [6] 

وجاء الاستثناء في مقابلة عبر إذاعة مجتمعية تحدّثت بشكل مفصل عن  المؤتمر، وعدد المشاركين فيه، وأهمّ البنود التي نوقشت في المؤتمر، بالإضافة إلى الخطوات التي تجري في الأردن استعدادًا لحضور المؤتمر، وأبرز الإجراءات المقترحة لمكافحة التّبغ في الأردن بناءً على نتائج المؤتمر.[7]  

لاحظ (أكيد) أن الإعلام المحلّي تجاهل إلى حدّ كبير الحديث عن أهمية مشاركة الأردن في هذا المؤتمر. ويرى أن أبرز النّقاط التي تجعل من مشاركة الأردن أمرًا مهمًا هي الآتي. 

أولًا: التّقرير الذي صدر عن منظمة الصّحة العالمية مطلع العام الحالي، والذي أظهر أن عدد الأشخاص الذين يتعاطون التّبغ في مختلف أنحاء العالم مستمر في الانخفاض، باستثناء ست دول يرتفع فيها عدد متعاطي التّبغ من ضمنها الأردن.[8] 

ثانيًا: نتائج مؤشر التّبغ العالمي للعام 2023، والتي أظهرت الضعف الشدّيد في تطبيق قانون الصّحة العامّة رقم (47) لسنة 2008، بسبب الضّغط الذي تمارسه شركات التّبغ المتنفّذة، ولهذا السّبب صُنّف الأردن من بين أعلى الدّول التي تتدخّل فيها شركات التّبغ بالعالم، وحصل على درجة سادس أعلى تدخل من شركات التّبغ. [9] [10] [11]  

ثالثًا: إن 80 بالمئة من الوفيات في الأردن سببها الأمراض غير المعدية، ويشكل التّبغ عامل خطر رئيسًا في هذه الأمراض. ويتسبّب التّبغ بقتل 9027 أردنيًا كل عام، بمعدل وفاة واحدة من كل ثماني وفيات في الأردن. وتُعدّ هذه الوفيات وفيات مبكرة تحدث للأفراد الذين تقلّ أعمارهم عن 70 عامًا. ويكلّف الأردن ما يقدر بنحو 2.67 مليار دولار في صورة نفقات للرّعاية الصّحية ومقابل فقدان الإنتاجيّة.[12] [13]