فيديو "نجمة الأسبوع".. خلل عولج مهنيا بإيجابية

فيديو "نجمة الأسبوع".. خلل عولج مهنيا بإيجابية

  • 2016-05-15
  • 12

تفاعلت مختلف وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية، مع نشر فيديو لطفلة تبكي بحرارة وتتحدث مع والدها، لأنها لم تكن "نجمة الأسبوع" في صفها. وحصد الفيديو حوالي 90 الف مشاهدة خلال ثلاثة ايام على قناة يوتيوب، عدا عن مشاهدات إعادة النشر ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى. التفاعل مع هذه القصة بدأ تقريبا يوم الجمعة 13 أيار (مايو)2016 ، مع نشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، ووفق والد الطفلة، فقد انتشر الفيديو أولا عبر (واتساب) ومن ثم انتقل الى فيسبوك، وتويتر، لتنتشر القصة من خلال تغطيات واسعة يوم السبت 14 أيار عبر المواقع الإخبارية، سواء باستعراض ردود أفعال متابعي مواقع التواصل الاجتماعي، أو آراء الخبراء، وكذلك متابعة فيديو جديد نشره والد الطفلة واعتذر فيه عما بدر منه في الفيديو الأول من كلمات غير لائقة. مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تابع التغطية الإعلامية لهذه القصة، إذ سعت بعض وسائل الإعلام فعلا الى ما وراء الخبر، لكون القصة إنسانية تتعلق بطفلة، وليس فقط بتبني ما ينشر على مواقع (التواصل الاجتماعي)، بل حاولت إخضاع ما ينشر على وسائل التواصل إلى معاييرها المهنية عند تناول هذه القضية. والد الطفلة باعتذاره، قدم ممارسة أخلاقية رفيعة تدلل على درجة عالية من تطور المجتمعات وميلها نحو الرقي الإنساني، الذي لا يقتصر على وسائل الإعلام التقليدية بوصفه واجبها المهني، بل هو ضرورة، وواجب أخلاقي، تجاه ما ينشر الأفراد مواقع التواصل الاجتماعي. الاعتذار جاء بعد أن لاقى الفيديو غضبا شديدا من متابعين، اعتبروا أن الأب أساء لابنته بالاستخفاف بمشاعرها، ونشر الفيديو على مواقع التواصل. والد الطفلة، بعد يومين من تداول الفيديو، ظهر في مقطع آخر مع ابنته، حاصدا حوالي 40 الف مشاهدة، داخل مركبته، معتذرا عن الألفاظ التي صدرت منه، مشيرا إلى أن الفيديو لم يكن للنشر، بل قام بتصويره لإرساله لوالدة الطفلة التي نشرته على مجموعة "واتساب" عائلتها، لكن الفيديو سُرّب بعدها إلى الإنترنت. وقال الوالد: "أنا أب لولدين وبنت وهم من المتفوقين في المدارس، ويارا من الأوائل على صفها، وحريصة على أن تكون في المقدمة، وأنا أعتذر من الألفاظ التي تلفظت بها ولم أقصدها بمعناها"، مشيرا إلى أنها ألفاظ يتداولها المجتمع للأسف، ويارا من أغلى أبنائي وأنا أحبها، وعلاقتنا أخوة وصداقة. القصة أثارت موجة نقاش مجتمعي، وتفاعلت معها وسائل التواصل الاجتماعي، التي أسهمت بشكل واضح في خلق رأي عام في الحادثة، الأمر الذي أدى إلى تفاعل مواقع إخبارية معها، في دول عربية اخرى مثل السعودية والإمارات ومصر.. الخ. ورصدت مواقع وصحف النقاش الذي دار بشأن القصة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وأُخِذت آراء خبراء من قبل صحف أخرى طالبوا خلالها بعدم تداول ونشر هذا الفيديو؛ واصفين الحوار بين الأب وابنته بأنه حديث "لا يمكن أن يتصوره العقل". هذه القصة تكشف عن الدور الكبير الذي أصبحت تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في مجتمعاتنا، وثمن الأخطاء البسيطة في التعامل معها، كما تشكل هذه القصة تحذيرا صارخا للجميع بعدم إرسال أي صور أو فيديو شخصي، لأشخاص قد يسيئون استخدامها. الفيديو كشف كذلك عن إحدى حالات انتهاك خصوصية الأطفال في مجتمعاتنا، فهذه الأحداث قد ترافق الطفل بعد أن يكبر ويطول به العمر لتصبح، ذكرى غير لطيفة في حياته. رصد (أكيد) بعض مظاهر الخلل المهني في التغطية، من قبيل إعادة نشر الفيديو، وكذلك قيام بعض المواقع بالحديث عن ردّ فعل المعلمة كشخصية مبهمة، ثم حُذفت المادة من دون توضيح للزمان أو المكان أو المصدر، وهو ما يخالف المعايير المهنية.