وسائل إعلام محلية تعيد إنتاج جريمة قديمة

وسائل إعلام محلية تعيد إنتاج جريمة قديمة

  • 2024-12-14
  • 12

عمّان 13 كانون الأول (أكيد)- عُلا القارصلي- نقلت وسائل إعلام محلية خبرًا عن صحيفة يومية حول صدور قرار قضائي لمحكمة التمييز بتأكيد قرار لمحكمة الجنايات الكبرى بشأن جريمة قتل. وسائل إعلامية نسبت الخبر للصحيفة، في حين أن وسائل أخرى عدّلت على العنوان، ووضعت الخبر بطريقة توحي أنها المصدر الأول له. وجاء في بعض هذه العناوين: "الأردن.. رسالة واتساب تدفع متلقيها لقتل المُرسل"، و"رسالة واتساب تتسبب بمقتل شخص في منطقة الأغوار الشمالية"، و"الأردن.. مخطوف يقتل خاطفه بعد فيديو مستفز". [1] [2] [3] [4] [5]

العناوين التي رصدها مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تعمّدت التهويل والإثارة في المعلومات التي حملتها، واتّسمت العناوين بعدم الدقة في الصياغة، حيث أوحت أن الجريمة وقعت حديثًا، وهذا يخالف ما ينص عليه ميثاق الشرف الصحفي الذي يدعو لأن يكون العنوان معبرًا بدقة وأمانة عن المتن، وأن يبتعد الصحفيون عن الإثارة والتهويل في نشر أخبار الجرائم.

أعادت الأخبار في متنها إنتاج الجريمة بنشر الوقائع الجرمية كما هي لحظة وقوعها، دون تقدير المصلحة من النشر، والتأثير الذي سيقع على ذوي العلاقة، وإمكانية تعرضهم للضرر في مجتمعهم، فضلًا عن أن ذلك يعطي انطباعات سلبية للمواطنين  بارتفاع معدلات الجريمة.

في هذا الإطار، أخّرت الوسائل الفقرات التي تشير إلى أن الجريمة قديمة وصدر قرار المحكمة فيها، وذلك من أجل أن يتعامل القارىء مع الفقرات الأولى التي تعطيه الانطباع أن الجريمة حديثة، بينما يتعين إعطاء الأولوية عندما يتعلق الأمر بجريمة قديمة، إلى حقيقة أن العدالة أخذت مجراها، وأن المجرمين نالوا عقابهم سواء في العناوين، او في تسلسل فقرات النص، لتكون الأخبار أوصلت رسالة الصحافة في مساندة عدالة القضاء.

يدعو (أكيد) الصحفيين إلى الالتزام بأخلاقيات المهنة في نقل هذا النمط من الأخبار، وتغطيتها بشكل مقتضب، وذكر القرارات القضائية دون الخوض في التفاصيل الجرمية، ومراعاة المصلحة الفضلى المتأتية من النشر، وفي مقدمة ذلك إبراز أن العدالة تأخذ مجراها، وينال كل مجرم عقابه.