عمّان 7 كانون الأول (أكيد)- عُلا القارصلي- تواصل مواطن أردني مع وسيلة إعلام محلية لمساعدته في التخلص من معاناته الطويلة مع البطالة، ولأن القصص الإنسانية تلقى رواجًا لدى وسائل الإعلام لقربها من الجمهور وسهولة استثارة مشاعرهم اتجاهها، "استثمرت" وسيلة الإعلام الحالة الإنسانية للمواطن، وأعدت مجموعة من المواد الإعلامية نشرتها على جميع صفحاتها في وسائل التواصل الاجتماعي.
تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) المواد الإخبارية التي أعدتها الوسيلة، فوجد أنها عنونت المادة الأولى بـ "كم هو مؤلم قهر الرجال.. مواطن يهدّد بإنهاء حياته أمام مجلس النواب بسبب البطالة"، وأشارت الوسيلة في متن الخبر إلى أن المواطن لوّح بإنهاء حياته أمام مجلس النواب تعبيرًا عن يأسه وإحباطه بسبب عدم توفر فرصة عمل له، وأرفقت مع الخبر فيديو للمواطن وهو بحالة ضعف إنساني.
وعنونت الوسيلة المادة الثانية بـ "نواب يهرعون لمواطن هدّد بإنهاء حياته بسبب البطالة أمام مبنى المجلس". وتضمن المتن اسم نائب تمكّن من إيجاد المواطن واستمع لمعاناته، ووعد بحل مشكلته وايصالها إلى وزيرة التنمية الاجتماعية للنظر في حاله، وأرفقت أيضًا مع المادة فيديو للمواطن وهو بحالة ضعف أثناء شرح مشكلته للنائب، وتضمن الفيديو الاسم الكامل للمواطن.
حملت المادة الثالثة العنوان التالي: "بعد أن هزّ قلوب الأردنيّين.. الوسيلة تزف له بشرى سارة". وأفاد الخبر أن المواطن وجد حلًا لمشكلته، وذلك بتكفّل إحدى الأردنيات بتأمين وظيفة له في أحد المجمعات التجارية في مدينة إربد، براتب مجزٍ، وأرفقت الوسيلة مع المادة مقابلة مع المواطن تُبيّن أن المواطن تواصل معها، ورافقته إلى مجلس النواب لإعداد مواد إعلامية جاذبة للجمهور وتحصد عددًا كبيرًا من المشاهدات، ولم تعد الوسيلة إلى وزارة التنمية الاجتماعية للتعرّف على ما فعله النائب لحل مشكلة المواطن.
رغم تمكن الوسيلة من حل مشكلة المواطن وإيصال صوته، إلّا أن العناوين حملت صيغة الاستعطاف لاستثارة مشاعر الجمهور بغرض دفعهم للتعرف على تفاصيل قصة المواطن، وهو أمر مخالف لمعايير كتابة العنوان الخبري، فالعنوان يتعيّن أن يحمل للقارئ معلومات عن الموضوع بحيادية خالية من أي رأي أو تقييم أو حماس شخصي.
والفيديوهات التي أظهرت المواطن بحالة ضعف إنساني وعرّفت باسمه الكامل، خالفت أخلاقيات العمل الصحفي التي تؤكد على التزام الصحفيّين بالابتعاد عن استغلال الضعف الإنساني للأشخاص، والابتعاد عن التسبّب بالألم أو الحرج للأشخاص المعنيّين بالأخبار، وتصوير المواطن مع ذكر اسمه سيكون سببًا لإحراجه وإحراج عائلته في المستقبل وتعرّض أطفاله للتنمّر. وظهر الضرر واضحًا من خلال تعليقات الجمهور على الفيديوهات.
ويرى (أكيد) أنّ من الواجب إيصال صوت الفئات المهمّشة ولكن بحذر دون التسبّب لها بالضرر بطريقة عرض مشكلاتها، وعرض الحلول المناسبة التي تمكن الأشخاص الذين يعانون من المشكلة نفسها على حل مشاكلهم.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني