إلى جانب ممارسة النقل الحرفي للمواد الصحفية الجاهزة، سواء بذكر المصدر أو بإخفائه، يستطيع اي قارئ، متعدد المصادر، أن يرصد وبشكل متكرر، الكثير من المواد المتشابهة في المحتوى مع تبديل في الفقرات أو تقليص في عدد كلمات بعضها، أو غير ذلك من التغييرات الشكلية، مع أن وسيلة الإعلام في مثل هذه الحالات، تحرص على نسب المادة لنفسها بل وقد تضع عليها اسم أحد صحافييها.
في غرف التحرير، تجري أحياناً محاولات لتجاوز مسألة النقل الحرفي للمواد الجاهزة، ذلك أن أصول المهنة تقول إن المادة الخاصة الجديدة والمبتكرة، أفضل وأكثر قيمة إعلامية أو إخبارية من المنقولة.
لتحقيق هذه الغاية، طورت الصحف لغة داخلية خاصة يستخدمها المحررون فيما بينهم، ومع مرور الوقت صار لتلك اللغة مفردات "طريفة" متعارف عليها ولقد رصد "أكيد" مجموعة من الأمثلة المستخدمة في غرف الأخبار في وسائل الإعلام المحلية التي أصبح لها دلالات مشتركة لدى فئات واسعة من الصحافيين المحليين ومنها:
تحريك المادة: والتحريك قد يكون بإعادة ترتيب الفقرات، أو بإجراء تبديل يضفي عليها بعض الحيوية، إذ يسلم رئيس أو مدير التحرير المادة لزميله المحرر ويقول له: حركها!
التخليط أو اللخ: في بعض الحالات يستلم المحرر مادتين أو أكثر ويكلف بإجراء "خلطة" للتمويه على مصدرهما، ويكون أمر التحرير باستخدام مفردة: أخلطها أو لُخها.
إعمل لنا خبراً: يصل إلى الصحيفة تقرير جاهز، فلا تفضل نشره كما وصل، وفي هذه الحال يقول المسؤول للمحرر: هذا تقرير، إعمل لنا منه خبراً. وفي بعض الحالات يسمح المصدر للصحيفة بتحويل الكلام إلى "تصريحات خاصة وحصرية".
البَحْبَحة والمَط: ويهدف ذلك إلى إطالة حجم المادة، ويقابل ذلك: القصقصة، عندما لا يكون متسع للمادة الطويلة.
التدبير: في بعض الحالات، وخاصة عندما يكون المحرر "قديراً" يجري تكليفه بإجراء اللازم عن طريق أمر: "دبرها"، فالمهم أن "تخليها لنا"، أي أن تجعلها مادة خاصة بنا.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني