أكيد

 كشف رصد أجراه مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" ضمن دراسة (انتهاكات حقوق الإنسان في وسائل الإعلام الأردنية)، أن انتهاكات حقوق المرأة احتلت الترتيب السادس في حجم اهتمام وسائل الإعلام الأردنية بانتهاكات حقوق الإنسان، وفق مقياس شمل تسع مجموعات من الحقوق (الحق في الوصول إلى الخدمات، المجموعات المهمشة والخاصة، الحقوق السياسية والمدنية، والقضاء والعدالة، وشؤون اللاجئين، وشؤون المرأة والنوع الاجتماعي، والمواطنة والجنسية وحرية الصحافة، والأقليات)، إذ احتل حجم تغطية انتهاكات حقوق المرأة نحو 4% فقط من المحتوى في كل من الصحافة اليومية والمواقع الإلكترونية الإخبارية.

أُجريت هذ الدراسة على عينة لمدة شهر واحد هو شهر أيلول (سبتمبر) 2015، وشملت ثماني وسائل إعلام، منها أربع صحف يومية هي (الرأي، الدستور، الغد، السبيل)، وأربعة مواقع إلكترونية إخبارية (عمون، خبرني، عين نيوز، جو 24)، وهذه هي الدراسة الثانية في الموضوع نفسه،إذ أجريت دراسة سابقة بالأدوات والمنهجية نفسها في عام 2014، وقد أظهرت نتائج الدراسة الحالية تطورا كبيرا وواضحا في أداء وسائل الإعلام الأردنية في متابعة وتوثيق قضايا حقوق الإنسان وانتهاكاتها، لكن هذا التطور، لم يكن في صالح تغطية انتهاكات حقوق المرأة، فقد كان من المتوقع أن تتنامى هذه التغطية لظروف موضوعية أهمها؛ الزيادة السكانية القسرية.

كما لفتت هذه النتائج إلى بعض الاختلالات في تغطية وسائل الإعلام الأردنية لقضايا حقوق الإنسان، من نواح قانونية ومهنية وأخلاقية، إلا أن المؤشر المهم الذي جاء به الرصد هو أن معظم الانتهاكات التي رصدتها وسائل الإعلام تتركز في موضوع العنف ضد المرأة.

الجدول رقم (1) حجم التغطية حسب الموضوع ونوع وسيلة الإعلام

حجم وموضوعات تغطية انتهاكات حقوق المرأة

جاء موضوع "شؤون المرأة والنوع الاجتماعي" في المرتبة السادسة في قائمة اهتمام وسائل الإعلام الأردنية (الصحافة اليومية والمواقع الإخبارية المشار إليها)، وذلك بواقع 134 مادة صحفية، شكّلت 4%، من مجمل التغطيات الإعلامية لإجمالي الانتهاكات، كما يعكسها الجدول رقم (1).

وتركّزت معظم التغطيات في هذا الموضوع، في فئة "العنف ضد النساء"، التي أُدرجت ضمنها أخبار جرائم القتل والإيذاء والانتهاكات الجنسية، وغيرها، التي جاءت في 38 مادة صحفية غطّت هذه الفئة (انظر الجدول رقم 2 أدناه) بنسبة 28% من مجمل التغطية الإعلامية لهذا الموضوع، أما الفئة التي نالت أقل نسبة من التغطيات، فقد كانت "المرأة والرياضة"، بنسبة 1%.

واشتركت الصحافة المطبوعة مع الإلكترونية، في الشهر الذي غطاه الرصد، في أن "العنف ضد النساء"، احتل المساحة الأكبر من حجم تغطية شؤون المرأة، بشكل عام،  فقد بلغت نسبة تغطية المواقع الإلكترونية لـ"العنف ضد النساء" 44% من مجمل تغطيتها لانتهاكات شؤون المرأة، في حين بلغت نسبة تغطية الصحافة المطبوعة لموضوع "العنف ضد النساء" 17% من مجمل تغطيتها لانتهاكات شؤون المرأة.

وبالمقارنة مع رصد اهتمامات الصحافة الأردنية لعام 2014، فان الموضوع الأكثر ظهورا في الدراسة السابقة كان "العنف ضد المرأة"، إذ احتل المرتبة الأولى، بنسبة 64% من حجم تغطية الانتهاكات في هذا الموضوع، أما الأقل ظهورا فكان موضوع "المشاركة السياسية " و"شؤون اللباس"، بنسبة 1% لكل منها. وفي الدراسة الحالية (2015)، استمر ترتيب موضوع "العنف ضد المرأة" في المرتبة الأولى من هذه المجموعة، فكان بنسبة 28% من مجمل التغطية، في حين كان أقل الموضوعات ظهورا هو: "المرأة والرياضة "، بنسبة 1% من مجمل تغطية الانتهاكات.

جدول رقم (2)

الأخبار ومواد الرأي

أوضحت نتائج الرصد أن المواد الإخبارية بمختلف القوالب الصحافية (الأخبار، التقارير الإخبارية، القصص الإخبارية..) هي الأكثر حضورا في تناول انتهاكات المرأة (جدول رقم 3) وشكلت ما نسبته 84% من محتوى الانتهاكات، بواقع 84 % من مواد الصحافة اليومية، و82 % من محتوى مواد المواقع الإلكترونية، أما مواد  الرأي، التي تشتمل على مقالات وتعليقات الكتاب، فكان نصيبها متدنيا، فلم تشكل سوى 16 %، وهذا يعني أن اهتمام الكتّاب ما زال قليلا بقضايا انتهاكات حقوق المرأة، الأمر الذي يتطلب المزيد من التأكيد على أهمية زيادة هذا النوع من المحتوى الصحافي الذي يلعب دورا مهما في توجيه الرأي العام.

جدول رقم ( 3)

المعايير المهنية الأساسية

تشير نتائج الرصد (جدول رقم 4) إلى مدى التزام وسائل الإعلام المبحوثة بالقواعد الأساسية للتوازن في التعامل مع المصادر، والابتعاد عن التحيز، إذ أشارات النتائج إلى أن 60% من المحتوى المرتبط بقضايا انتهاكات حقوق المرأة، غير متوازن من المنظور الصحافي المهني، وأن هناك 13% من المحتوى الصحافي الذي عالج الانتهاكات، يستخدم لغة متحيزة ضد النساء.

جدول رقم ( 4)

الإشارة إلى القوانين

نظرا لأهمية الإشارة إلى القوانين في المعالجات الصحافية المرتبطة بقضايا حقوق الإنسان، فقد أوضح الرصد أن وسائل الإعلام لم تشر إلى القوانين في تناولها انتهاكات حقوق المرأة، سوى في 26% فقط من المواد، بواقع 29% في الصحافة اليومية و23 % في المواقع الإلكترونية الإخبارية (جدول رقم 5).

جدول رقم (5)

اتجاهات التغطية

أما اتجاهات التغطية (جدول رقم6)، فقد شكلت المواد والمعالجات ذات الاتجاه والطابع السلبي نحو 61% من التغطية، وهذا ما يتفق مع طبيعة المعالجة التي تتناول انتهاكات حقوق الإنسان، مقابل الإيجابي بنسبة 28% والمحايد بنسبة 10%.

جدول رقم (6)

الهوية الجغرافية للتغطية

يشير الجدول رقم (7) إلى مستوى اهتمام وسائل الإعلام بقضايا انتهاكات حقوق المرأة حسب المناطق الجغرافية، إذ لم تحظ النساء في محافظات الجنوب بأي تغطية في هذه الفترة، بينما تركز الاهتمام على الموضوعات الوطنية العامة بنسبة 34%، وعلى محافظات الشمال بنسبة 28 %، وهو أمر يفسره وجود اللاجئين بكثافة في هذه المحافظات.

جدول رقم (7)

معيار اختيار عينة الرصد

المعيار الأساسي الذي استندت إليه آلية اختيار المواد الصحفية المشمولة بالرصد، هو تضمّنها إشارة "صريحة" إلى حدوث انتهاك؛ فلم يكن للراصد أن "يؤوّل" نص ما هو مكتوب، أو يستخدم معلوماته السابقة عن الحادثة أو الخبر، لهذا كان بعض التغطيات للحدث ذاته تدخل في عينة الرصد، في حين يُستبعد بعضها الآخر.

اعتمد الرصد على أداة تحليل المضمون (Content Analysis)، بجانبيها الكمّي والكيفي، وهي أداة بحث تُستخدم لوصف المحتوى الظاهر للرسالة الاتصالية، بشكل موضوعي (Objective)، ومنتظم (Systematic)، وكمّي (Quantitative).

وقد صُمّمت أداة الرصد بما يستجيب مع أهداف المشروع، ونفّذ الرصد فريق مدرّب من الراصدين، ومساعدي البحث، وحُلّلت النتائج باستخدام برنامج التحليل الإحصائي (SPSS).