أكيد – دلال سلامه

نشرت صحيفة يومية أردنية تحقيقا عن واقع المدارس الخاصة في المحافظات. وقد أورد التحقيق أرقاما تتعلق بأرباح هذه المدارس، والزيادات السنوية على رسومها، ونسبة المستأجر من مبانيها. لكن بتتبع هذه الأرقام، اتّضح أنها منقولة عن تحقيق، أنجزته العام الماضي، صحيفة "المدينة" السعودية، عن واقع المدارس الخاصة في السعودية.

الأرقام السابقة تتعلق بعائد الاستثمار من المدارس الخاصة، التي يقول التحقيق إنه يصل في بعضها إلى 40%. ورقم ثان يتعلق بنسبة الزيادات السنوية على رسومها، وتتراوح بحسب التحقيق بين 20-30%. أما الرقم الثالث، فيتعلق بنسبة المباني المستأجرة للمدارس الخاصة في المحافظات، وهي بحسب التحقيق 70%.

هذه الأرقام وردت في التحقيق ضمن نص مكون من 200 كلمة تقريبا، نُسب جزء من محتواه إلى سيدة، عرّفها التحقيق بوصفها "خبيرة تربوية". ونصّ الحديث السابق بكامله مأخوذ من مقال لها نُشر في موقع "سرايا"، الشهر الماضي، لكن هذا النص منقول من تحقيق كانت "المدينة" السعودية، قد نشرته، كما أُشير سابقا، في أيلول (سبتمبر) 2014.

إضافة إلى الأرقام، فقد تضمّن النص مجموعة أحكام، تتعلق بكون بعضها "مشاريع تجارية بحتة" و"تفتقر إلى الانضباط"، و"ضعف الرقابة" عليها. والان هناك علامات استفهاك عليها، إذ من الواضح أنها أحكام تصف واقعا تعليميا خارج الأردن،  وليست نتاج عمل استقصائي صحفي ينقل الواقع.

إضافة إلى ما سبق، تضمن التحقيق شهادة من معلمات قلن إنهن يتعرضن لـ"الابتزاز" من قبل أصحاب المدارس، وهو منقول حرفيا من خبر كان موقع "جراسا" قد نشره في آب (أغسطس) 2014. وقد نُقل هذه الخبر بخطأ لغوي كان موجودا في النص الأصلي[1].

لقد أشار (أكيد) في تقريرين سابقين له إلى ممارسة رائجة في الصحافة الأردنية، حيث يقوم بعض الصحفيين بتضمين تقاريرهم أجزاء من تقارير صحفية لآخرين، بعضها يخصّ بلدان عربية أخرى، وبعضها الآخر يخص الأردن، لكنه ينتمي إلى سنوات ماضية، وإيهام القارئ من ثمّ بأنها تغطيات حديثة للواقع الأردني، بما تنطوي عليه هذه الممارسة من تزييف لوعي الجمهور بواقعه.

[1] في النص الأصلي "أصحاب المدارس يجبرن المعلمات..."

تقرير "المدينة" السعودية"

13/9/2014

مقال موقع "سرايا"

10/10/2015

تحقيق "الدستور"

22/11/2015