وسائل إعلام ترفع نسبة فرط السمنة في الأردن إلى 66% بالاستناد إلى دراسة مجهولة

وسائل إعلام ترفع نسبة فرط السمنة في الأردن إلى 66% بالاستناد إلى دراسة مجهولة

  • 2017-03-08
  • 12

أكيد – أنور الزيادات

نشرت مواقع إخبارية أردني خبراً بعنوان "مليونا أردني مصابون بفرط السمنة"، وأن نسبتها 66%، وتبين لمرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" أن هذه النسبة غير صحيحة وفقا لما قاله مدير الأمراض غير السارية  في وزارة الصحة الدكتور ايوب السيايدة ، الذي أوضح لـ "أكيد" أنها تشكل 35% فقط.

وجاء في تفاصيل الخبر " تشير الاحصاءات الأخيرة لوزارة الصحة إلى أن حوالي 66? من الأردنيين يعانون من فرط زيادة الوزن والسمنة أي أن أكثر من مليوني شخص من البالغين معرضين للإصابة بمخاطر السمنة العديدة كالسكري وارتفاع ضغط الدم وزيادة الدهون والكوليسترول."

واستنادا إلى المعايير التي يطبقها (أكيد) في التحقق من المحتوى الذي تنتجه وسائل الإعلام الأردنية تبين ما يلي:

أولاً: الخبر خرج بنسب غير دقيقة واختلاف الأرقام الواردة في العنوان والمتن، فإذا علمنا "أن عدد سكان الأردن (9.33) مليون نسمة منهم ( 6.613000) أردنيين، فإن نسبة 66% تساوي 4.36580 مليون مواطن وليس 2 مليون، وهذا يكشف عن أخطاء في التقدير إذا تم احتساب الأردنيين فقط، وإذا كانت النسبة محتسبة حول جميع المقيمين على الأراضي الأردنية، فيكون العدد 6.157800 مليون هو المقابل لنسبة 66%.

ثانياً: أخطاء في المفاهيم، والتي شرحها مدير الأمراض غير السارية في وزارة الصحة  الدكتور أيوب السيايدة ، وهي تتصل بالتفريق بين الوزن الزائد والسمنة، فمن خلال مؤشر كتلة الجسم (Body mass index)، وهو مؤشر لقياس الوزن إلى الطول لتصنيف الوزن الزائد والسمنة لدى البالغين من عمر 18 عاما وأكثر، من خلال قسمة وزن الشخص بالكيلوغرام على مربع طوله بالمتر (كغ/ متر2).

وبين السيايدة أن الوزن يُعد زائدً إذا كان مؤشر كتلة الجسم أكبر من 25 أو يساوي 29، أما مرحلة السمنة تعتمد على مؤشر كتلة الجسم إذا كان أكبر من 30 أو يساوي 30.

وشدد على أن الدقة والموضوعية  تتطلب التفريق بين المصطلحين، وعدم خلط المفاهيم ، لافتا إلى أن بعض  وسائل الإعلام تلجأ أحياناً  لعناوين الجاذبة، دون أن تكون الدقة أولوية، الأمر الذي يساهم في نقل معلومات غير دقيقة للجمهور.

ثالثاً:  لم تذكر وسائل الإعلام التي نشرت هذا الخبر تاريخ صدور تلك الإحصاءات أو الدراسة. ووفقا للسيايدة فإن آخر مسح ودراسة وطنية نفذتها الوزارة حول السمنة وزيادة الوزن كانت عام 2007، مشيراً إلى أن الوزارة تسعى للحصول على تمويل لإجراء دراسة جديدة قريباً، وبالتالي فإن إعادة نشر معلومات قديمة على أنها جديدة يُعد إخلالاً بالموضوعية والدقة والمصداقية.

رابعاً: الأرقام المنشورة في هذا الخبر لا تتوافق مع نتائج الدراسة التي أعلنها مدير عام المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة الدكتور كامل العجلوني يوم 27 كانون أول 2016، عندما قال "إن نحو 4 ملايين شخص يعانون من السمنة من مجموع السكان الكلي والبالغ 9.55 مليون شخص".

ولفت العجلوني وقتها إلى أن معدلات السمنة بين الأردنيين والأردنيات البالغين (25 سنة فاكثر) بلغت 43% و22% من وزنهم الطبيعي على التوالي، فيما بلغ معدل محيط الخصر لديهم 53 % زيادة عن الحد الطبيعي، مشيراً إلى أن نسبة الإصابة بأمراض السمنة "تزداد بين الفقراء وغير المتعلمين" بالمقارنة مع نسبة "المتعلمين والأغنياء" بمعدل 23% للمتعلمين والأغنياء، و32% للفقراء والأميين".

خامساً: عندما ينسب الصحافي المعلومات والأرقام إلى الإحصاءات الأخيرة لوزارة الصحة، يبقى سؤال "هل أعلنت هذه المعلومات والإحصاءات في مؤتمر صحافي، ورشة عمل، تصريحات خاصة، بيان صحافي، موقع وزارة الصحة الإلكتروني...الخ؟" غير واضح، وهو ما يخالف معايير الدقة والوضوح.

سادساً: عبر تتبع هذا الخبر ورصده، تبين أن موقعاً وحيداً نسب الخبر إلى أحد مراسليه، فيما المواقع الأخرى لم تُشر إلى المصدر، وكيفية الحصول على المعلومات رغم أنها نشرته  بعناوين مختلفة, وفي بعض الأحيان نُشر بعد إعادة  التحرير.

ويتضح مما سبق أن بعض المواقع تنسخ موادا من مواقع أخرى ، دون مراعاة  لمعايير وأخلاقيات المهنة ومنها عزو المواد إلى مصادرها.