أكيد – مجدي القسوس - نشرت إحدى الصَّفحات العامة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مقطعًا مصورًا  تحت عنوان "طفل أسمر يبكي أثناء أدائه لأغنية: قُل لي لماذا لا تصلي"، مشيرةً إلى أنَّ الطِّفل أبكى الجمهور ولجنة التحكيم في برنامج "ذا فويس".

وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد"، المقطع الذي أظهر الطفل وهو يبدأ بالأغنية، مع صور للجنة تحكيم البرنامج والتي بينت أنَّ المقطع زائف وتمَّت فبركته وأنَّه غير حقيقي.

وتحقَّق "أكيد" من صحة المقطع المصور، ووجد أنَّ هناك عددًا من الدَّلائل على أنَّه غير صحيح ومن بينها  أعضاء لجنة التحكيم، وهم أعضاء للنسخة العربية من برنامج "أحلى صوت" المعنية بفئة الشباب فوق 18 عامًا، وقدّمته شبكة قنوات "إم بي سي" بخمسة مواسم، وليسوا أعضاء لجنة التَّحكيم للنسخة المعنية بالأطفال.

 وتبيَّن لـ"أكيد" أنَّ الصور التي تمَّ استخدامها أثناء تعليق لجنة التَّحكيم على أداء الطِّفل، بعد أن أنهى الغناء، تم استنساخها عن مقطع مصور لمشاركة شاب اسمه "بشار جواد" في البرنامج ذاته، وتم تركيب التعليقات التي أدلت بها اللجنة على المقطع المقصود.

ولاحظ "اكيد" أنَّ هناك خللاً في تطابق الصَّوت الذي يُغنِّي مع حركة شفاه الطفل الظاهر في المقطع، حيث تُسمَع بعض الكلمات في حين لا ينطقها الطفل، ما أثار الشَّك حول صحته.

 وببحث بسيط أجراه "أكيد" مستخدمًا أدوات التَّحقق الرَّقمي المعتمدة لديه، تبيَّن أنَّ الصَّوت مأخوذ عن مقطع مصور للموهبة السورية الطفل محمد الحميدي، نشرته إحدى القنوات على موقع "يوتيوب" في كانون الأول من العام الماضي 2020 وحصد ما يزيد عن مليون مشاهدة، ما يؤكد أنَّ الطفل "الأسمر" الظاهر في الفيديو لم يكن هو صاحب الصوت.

ويشير "أكيد" إلى أنّ جمهور المتلقين يتعرّض يوميًا لكثير من المقاطع المصورة المزيفة، إمّا بطبيعتها، أو بالتعليق عليها، أو توظيفها بشكل خاطىء، لذا يجب الحذر قبل مشاركة هذه المقاطع أو إرسالها للأصدقاء أو نشرها ومشاركتها على مواقع التَّواصل الاجتماعي، ويجب التحقّق من مصدرها وتاريخ نشرها، وأنَّها لم تخضع للفبركة والتَّزييف والتلاعب بهدف خِداع المتلقين واللعب على مشاعرهم وتضليلهم.