إلقاء الاحتلال المناشير على المدنيّين في قطاع غزّة نقله الإعلام المحلي دون تعمّق ومناقشة أبعاده القانونية

إلقاء الاحتلال المناشير على المدنيّين في قطاع غزّة نقله الإعلام المحلي دون تعمّق ومناقشة أبعاده القانونية

  • 2023-12-06
  • 12

عمّان 6 كانون الأول (أكيد)– شرين الصّغير – تناقلت وسائل إعلام محلية خبر إلقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي مناشير باللغة العربية في سماء غزّة طلب فيها من السّكان تقديم معلومات عن الأسرى الذين تحتجزهم حماس، وجاء في المناشير "إن كنتم تريدون مستقبلًا أفضل لكم ولأولادكم، افعلوا الخير وأرسلوا لنا معلومات ثابتة ومفيدة تخص المخطوفين في منطقتكم".

تتبّع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) الخبر الذي حمل العنوان: "مناشير لجيش الاحتلال تطلب من سكان غزّة معلومات عن الأسرى"[1] ليتبيّن أنّ التغطية الإعلامية اقتصرت على نقل الخبر دون مناقشته، ودون بيان أبعاده القانونية باعتباره قد صدر عن قوة محتلة لأراضي الغير.

كما غاب عن الإعلام نقل ردة فعل المواطنين الغزّيين إزاء هذه المناشير، حيث يعدّ  هذا الإجراء ترويعًا وترهيبًا للمدنيّين وهو ما يتعارض مع المواثيق الدولية الخاصة بحماية المدنيّين في زمن الحرب، وجاء فيها: "بينما يشمل القانون الدولي الإنساني جميع المدنيين بالحماية دون أي تمييز، فإنه يخصّ بالذكر جماعات معينة، إذ يعتبر أن النساء والأطفال والأشخاص المسنّين والمرضى يشكلون فئات شديدة الضّعف أثناء النزاعات المسلحة، وكذلك الأشخاص الذين يفرّون من بيوتهم فيصبحون نازحين داخل بلدانهم أو لاجئين. ويحظر القانون الدولي الإنساني الترحيل القسري عن طريق ممارسة التّخويف أو العنف أو التّجويع".[2]

كذلك فإن البروتوكولين الإضافيّين لاتّفاقيات جنيف، يحظران الأفعال التي تهدف أيضّا إلى نشر الرعب بين السّكان المدنيّين، إذ "لا يجوز أن يكون السّكان المدنيّون بوصفهم هذا وكذا الأشخاص المدنيّون محلًا للهجوم. ويحظران أيضًا أعمال العنف أو التهديد به الرامية أساسًا إلى بث الذعر بين السكان المدنيين". (المادة (51) من البروتوكول الأول، والفقرة (13/2) من البروتوكول الثاني). [4] [3]

وتشير كل الدلائل إلى أن جيش الاحتلال ينظر إلى هذه الرسائل كمحاولة منه لترويع الأهالي، ودفعهم للتعاون معه قبل  المعارك البرية للحصول على معلومة أو طرف خيط يساعدها بالوصول إلى المحتجزين لدى المقاومة، ومحاولة الضغط من ناحية أخرى على وتر الجوع والعطش والخوف الذي يسود قطاع غزّة لجذب بعض المواطنين للتعامل معه، إلا أن ما جاء كان عكس توقعات الجيش، فعلى صفحات التواصل الاجتماعي ومنصة إكس كانت الردود ساخرة ،حيث صوّر بعضهم المناشير وهم يحرقونها للطبخ[5]، فيما كان آخرون يلفّون بها المناقيش.]6[

ويشير (أكيد) إلى أنه وقبل بدء الاجتياح البري لقطاع غزّة ألقت طائرات إسرائيلية مناشير على المواطنين تدعوهم فيها الى مغادرة شمال قطاع غزّة[7] [8]إلى جنوبها تجنبًا لأضرار المعركة البرية، وطالبتهم في مرات تالية من خلال مناشير أخرى بالإبلاغ عن اي مخطوفين يعرفون موقعهم سواء كانوا أحياء أو أمواتًا أو أي معلومات تفيد بالوصول إلى المخطوفين مع ضمان السرية وتوفير جائزة مالية.