"أسلوب احتيال شيطاني" .. خبر بلا مصادر وغياب رسالة التوعية الإعلامية

"أسلوب احتيال شيطاني" .. خبر بلا مصادر وغياب رسالة التوعية الإعلامية

  • 2024-11-21
  • 12

عمّان 20 تشرين الثاني (أكيد)- وسائل إعلام محلية نشرت خبرًا عن طريقة احتيال على أصحاب التكاسي بعنوان: ]"شو دخانك وقهوتك".. أسلوب احتيال شيطاني على أصحاب التكاسي في الأردن (فيديو)[[1] [2]

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تتبع الأخبار، فوجد أنها تخلّ بعدد من المعايير المهنية.

فقد وصف العنوان الأسلوب الاحتيالي بأنه "اسلوب احتيال شيطاني على أصحاب التكاسي"، وهذا يحمل خطأ معرفيًا، فأصحاب التكاسي ليسوا هم المعنيّين، والأصل أن يقال "سائقي التكاسي" لأنهم هم من يتعرضون لهذه الجريمة الموصوفة، وهذا موضح داخل النص، فأصحاب التكاسي ليس بالضرورة أن يكونوا سائقين لها. وعنوان الخبر يجب أن يكون معبرًا بدقة وأمانة عن مضمون المادة الصحفية المنشورة.

سردت الأخبار المرصودة معلومات ونسبتها لأحد الصحفيّين على اعتبار أنه مصدر هذه المعلومات، وبالعودة للفيديو المنشور على صفحة الصحفي، فإنه لم يتحدث فيه عن مصدر معلوماته التي نقلها وتناقلتها وسائل إعلام، ما يعني أن الصحفي ووسائل الإعلام التي نقلت عنه تبنّوا رواية دون مصادر، وهو مخالف  لميثاق الشرف الصحفي الذي ينص على أن الصحفيّين يمارسون أقصى درجات الموضوعية في "عزو" المواد لمصادرها، ومراعاة عدم "العزو" لمصادر مجهولة.

توسع الخبر في ذكر تفاصيل جريمة الاحتيال المفترضة، وتحدّث عن الأسلوب الجرمي المتبع للإيقاع بسائقي التكسي، وهو ما يمكن أن يتسبّب بنشر هذه الأساليب بين ضعفاء النفوس وذوي السلوك الجرمي، فتصبح المادة الصحفية مصدرًا لانتشار الجريمة بدلًا من معالجتها، ومن هنا يتعيّن أن يتنبّه الصحفيون لكيفية عرض ظواهر كهذه، لمعالجتها إعلاميًا كمادة توعوية وليس فقط الاكتفاء بسردها كقصة أو كخبر غير مكتمل العناصر، التزامًا منهم بمسؤولية  الصحافة الاجتماعية ورسالتها الوطنية.

لم تحاول وسائل الإعلام التي نقلت الفيديو التأكد من صحة ما جاء فيه من معلومات، فرسالة الصحافة تقتضي الدقة والموضوعية، وممارستها تستوجب التأكد من صحة المعلومات والاخبار قبل نشرها، والصحفيّون يمتلكون حق الوصول للمعلومات والأخبار والإحصاءات التي تهم المواطنين من مصادرها المختلفة وتحليلها ونشرها والتعليق عليها، وهو ما لم تقم به هذه الوسائل.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يؤكد على عدم جواز استخدام المصادر المجهّلة في الأخبار الصحفية، إلّا ضمن نطاق ضيّق في حالات الضرورة، إذا وُجدت مبرّرات قوية لذلك، كأن لا يمكن الحصول عليها بأي طريقة أخرى، وكانت هنالك حاجة في الوقت نفسه لعدم التعريف بالمصدر، وفي ما عدا ذلك. يجب التعريف بمصادر الأخبار الصريحة حرصًا على تطبيق المعايير المهنية، وبناء جسور من الثقة بوسائل الإعلام وما تنشره.