عمان 10 تشرين الأول (أكيد)- سوسن أبو السُّندس- مع تزايد وتيرة الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان، كثّفت وسائل الإعلام الأردنية من تغطيتها لهذه التّطورات بشكل ملحوظ.
تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) التغطية الإعلامية المحلية المرافقة للهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان، والذي بدأ أواخر أيلول الماضي. وبالاستناد إلى نتائج الرصد، يركز هذا التقرير على ثلاثة محاور، هي: حجم التغطية الإعلامية، الاتجاهات التي اتبعتها وسائل الإعلام، ومعرفة مدى تحقيق التوازن المطلوب بين الجانبين السياسي والإنساني في تناول الأحداث.
حجم التغطية:
نشرت وسائل الإعلام الأردنية تقارير يومية تتابع جميع نواحي التطورات السياسية، تضمنت مقالات تحليلية وتقارير ميدانية تركز على تأثير الهجوم على المدنيّين في جنوب لبنان وتأثيره على البنية التحتية، واعتمدت بعض الوسائل بشكل أساسي على التغطية العاجلة، مع نشر الأخبار فور ورودها من المصادر الميدانية، وقدمت تحليلات سياسية متعمقة تناولت الموقف الرسمي الأردني، ودعوات الحكومة المستمرة لوقف التصعيد العسكري.
اتجاهات التغطية:
اتجهت التغطية الإعلامية المحلية نحو مسارين، هما: الاتجاه الإنساني والاتجاه السياسي المتعلق بدور الأردن الرسمي في الأزمة، حيث ركزت العديد من وسائل الإعلام على البعد الإنساني للأزمة، مع تسليط الضوء على المعاناة الكبيرة التي يواجهها المدنيّون اللبنانيون جراء الهجمات المتواصلة، ونُشرت تقارير توضح حجم الخسائر البشرية والمادية، حيث بيّنت أن حصيلة الضحايا، وفقًا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة اللبنانية حتى لحظة إعداد هذا التقرير، بلغت 2,141 شهيدًا، وأكثر من 10,099 جريحًا نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة. كما أسفرت الهجمات عن نزوح 500,000 شخص، معظمهم من المناطق الجنوبية، مع تدمير واسع للبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس.[1]
وفي هذا السياق، أظهرت وسائل الإعلام الدور المحوري للأردن في تقديم المساعدات الإنسانية، من خلال إرسال المساعدات الطبية والإغاثية والغذائية العاجلة، والإمدادات الطبية لدعم المستشفيات اللبنانية التي تأثرت جراء الهجمات.[2]
ومن الناحية السياسية، ركّزت وسائل الإعلام بشكل واسع على موقف الأردن الرسمي من الهجوم الإسرائيلي، حيث تناولت التغطية تصريحات الحكومة ووزارة الخارجية الأردنية التي أدانت بشدة الهجمات الإسرائيلية، ودعت المجتمع الدولي للتحرك السريع لوقف التصعيد العسكري. وشدّد الأردن على أهمية الحفاظ على استقرار لبنان والمنطقة ككل.[3] [4] [5]
كما ركزت التغطية الإعلامية على التحركات الدبلوماسية التي قادها الأردن على المستوى الإقليمي والدولي لوقف الهجمات وحماية المدنيّين، والتي تضمّنت اتصالات دبلوماسية مكثفة مع دول الجوار والمنظمات الدولية، وتفعيل قنوات التواصل مع الحلفاء الإقليميّين، لدفع الجهود نحو التهدئة ووقف التصعيد العسكري، وحث المجتمع الدولي على التدخّل الفوري لوقف الهجمات الإسرائيلية وضمان حماية المدنيين.[6] [7]
التوازن بين الاتجاهين:
التغطية الإعلامية الأردنية أظهرت قدرًا ملحوظًا من التوازن بين البعدين الإنساني والسياسي، ما عكس حرص الإعلام على تقديم صورة شاملة للأحداث، مع التأكيد على دور الأردن في تحقيق الاستقرار الإقليمي ومساندة الشعب اللبناني في مواجهة العدوان الإسرائيلي، سواء عبر المساعدات الإنسانية أو التحركات الدبلوماسية الهادفة إلى حماية المدنيين وإيجاد حل للأزمة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني