عمّان 9 نيسان (أكيد)- عُلا القارصلي- في عصر تتسارع فيه عجلة التكنولوجيا بلا هوادة، يقف الذّكاء الاصطناعي على أعتاب إعادة تشكيل سوق العمل العالمي بشكل جذري.
تقرير منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) الذي صدر مؤخرًا، دقّ ناقوس الخطر، وأشار إلى أن ما يقارب 40 بالمئة من الوظائف الحالية معرضّة للتّأثر أو الزوال بفعل الأتمتة والذّكاء الاصطناعي.
تقرير الأمم المتّحدة ليس الوحيد الذي أشار إلى أن ثورة التكنولوجيا قد تؤدي إلى استبدال الوظائف وتعميق التّفاوت، فقد أشارت المديرة العامة لصندوق النّقد الدّولي، كريستالينا جورجييفا، في كانون الثاني 2024 إلى أن 40 بالمئة من الوظائف حول العالم ستتأثر بالذكاء الاصطناعي. وقدّرت منظّمة التعاون والتّنمية الاقتصادية (OECD) في تقرير لها أن حوالي 14 بالمئة من الوظائف معرّضة لخطر عالٍ و32 بالمئة قد تتأثر بشكل كبير. [1] [2] [3]
في خضم هذا التحوّل التكنولوجي العالمي، فإن الدور التوعوي بهذا المخاض واستحقاقاته، لا يقتصر على صانعي السياسات أو روّاد الأعمال وحدهم، بل تمتد المسؤولية أيضًا إلى وسائل الإعلام، لذلك تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تغطية الإعلام المحلي لتأثير الذّكاء الاصطناعي على سوق العمل، وبيّنت عملية الرّصد أن وسائل إعلامية محدودة جدًا نقلت أبرز ما جاء في تقرير الأونكتاد عن حجم تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف، واستعراض سريع لعناوين التوصيات الخاصة بالدول النامية. [4] [5]
ويشير (أكيد) في ما يلي إلى أبرز وأهم التوصيات التي جاءت في التقارير الدولية:
الاستثمار في البنية التّحتية الرّقمية من خلال توسيع شبكات الإنترنت، وتوفير الأجهزة والتقنيات اللازمة لتمكين الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي.
بناء القدرات البشرية عبر تطوير المهارات الرقمية والتعليم التكنولوجي، وخاصة في مجالات تحليل البيانات، البرمجة، والتفكير النّقدي.
تعزيز سياسات الابتكار المحلية لتشجيع الشركات الناشئة على تطوير حلول قائمة على الذّكاء الاصطناعي تتناسب مع السّياقات المحلية.
التعاون الإقليمي والدولي لإنشاء أطر تنظيمية وأخلاقية عادلة تضمن استخدام الذّكاء الاصطناعي لصالح المجتمعات، دون تعزيز التبعية أو الإقصاء.
تبني نهج يركّز على الإنسان أولاً بوضع السياسات التي تحمي العمالة من الاستبعاد، وتعزّز التوظيف العادل والمتوازن، وتوفير التّدريب خارج مكان العمل، وخاصة بالنسبة للعمّال الذين تكون وظائفهم أكثر عرضة لمخاطر الأتمتة.
ويدعو (أكيد) وسائل الإعلام إلى عدم الاكتفاء بالنقل والمتابعة، بل أن تكون شريكة في التوعية والتأهيل عبر نشر المعرفة الرقمية بلغة مبسطة وقريبة من الناس، وتسليط الضوء على قصص النّجاح المحلية في مجال التكنولوجيا والذّكاء الاصطناعي، وفتح النقاشات العامة حول تأثير الذّكاء الاصطناعي على سوق العمل، والحقوق الرقمية، ومستقبل الأجيال القادمة، وتشجيع التّفكير النقدي، وتحفيز الشباب على التعلم والتطوير الذاتي.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2025 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني