"سيناريوهات ما بعد الحرب على غزّة" .. جميعها مشاريع غربية وإسرائيلية رفضها الإعلام المحلي

"سيناريوهات ما بعد الحرب على غزّة" .. جميعها مشاريع غربية وإسرائيلية رفضها الإعلام المحلي

  • 2023-11-23
  • 12

عمّان 23 تشرين الثاني (أكيد)- عُلا القارصلي- اعتبر الغرب وإسرائيل الأيام الأولى للحرب على غزّة، هي الوقت المناسب لتكوين خطة متقنة لمرحلة ما بعد الحرب على غزّة، وانشغل الإعلام العبري والإعلام العالمي بنشر وثائق مسرّبة توضّح مخطّطات إسرائيل والغرب لهندسة ما بعد الحرب. ونقلت هذه الوسائل تصريحات سياسيّين حول المرحلة القادمة، فيما أعدّت مواقع سياسيّة غربية أيضًا مقالات علمية لشرح السيناريوهات المحتملة. أما في الجانب العربي والإسلامي، فقد اقتصر الحديث عن سيناريوهات ما بعد الحرب على مواقع الدراسات السياسية، ونقل محتوى الوثائق المسرّبة.[1][2]

أكثر الوثائق المسربة خطرًا، وثيقة وزير المخابرات الإسرائيلي جيلا غمالائيل،  والتي تناول فيها ثلاثة سيناريوهات، أبرزها نقل سكان غزّة إلى سيناء في نهاية الحرب، ووثيقة ألمانية تناولت خمسة سيناريوهات، أبرزها العودة لاحتلال القطاع أو تشكيل تحالف دولي يدير القطاع ويكون مسؤولًا عن تفكيك أنظمة الأنفاق وتهريب الأسلحة.[3][4]

مؤخرًا أعلنت حكومة الاحتلال والولايات المتحدة ودول غربية مساندة للحرب على قطاع غزّة، نواياها إزاء سيناريوهات ما بعد الحرب، وبدأ الإعلام العربي بنقل هذه السيناريوهات وتحليلها. وجاءت تغطية الإعلام الأردني معارضة لجميع السيناريوهات، لأن الفاعلين في وضع السيناريوهات أصبحوا معروفين، ويتحركون، بما لديهم من أدوات وإمكانات، بهدف إعلان انتصار سياسي على المقاومة الفلسطينية، وفرض وقائع جديدة على قطاع غزة، فيما لا يوجد لدى الأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية بشكل مباشر أي مشروع، خارج نطاق رفض المشاريع المشبوهة.

عمل الإعلام المحلي على توضيح التفاوت بين التّصريحات الأمريكية والإسرائيلية، وأوضح أن هذا التفاوت يؤكد أن جميع السيناريوهات لما بعد الحرب، أخطر من الحرب نفسها، ومن هذه التفاوتات تصريح وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن الذي أكد أنه لا يمكن أن تعود إسرائيل لاحتلال غزّة، لكن لا يمكن استمرار حماس في إدارة القطاع. وفي المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستبسط نفوذها الأمني على غزّة.[5][6]

جميع التغطيات الإعلامية المحلية مثّلت دليلًا على تناغم الموقف الشعبي والموقف الرسمي في الأردن، فالموقف الحكومي جاء أيضًا رافضًا الحديث عن سيناريوهات مفترضة لما بعد غزّة. وأكد وزير الخارجية أيمن الصّفدي الرفض الأردني لها، واعتبر أن ما يطرح من سيناريوهات غير واقعية ومرفوضة لأن حماس فكرة، والفكرة لا تنتهي، وأن الأردن لن يتعامل مع هذه السيناريوهات.  [7][8]

يشير مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) إلى الدور الكبير الذي لعبه كتاب المقالات في تلخيص السيناريوهات وتحليلها، حيث أشار أحد كتاب المقالات في وقتٍ مبكر إلى خطورة المقالة التي نُشرت عبر موقع معهد واشنطن للسياسات في الأيام الأولى من الحرب، لافتًا إلى خطورة تأثير المعهد على القرار في الولايات المتحدة الأمريكية ، وإلى نفوذ الأسماء التي عملت على إعداد المقال لدى بعض اللّوبيات التي تستمع إلى توصياتهم، وفي هذا الوقت يتضح أن جميع الاستراتيجيات الأمريكية المطروحة قد ذُكرت في مقال معهد واشنطن للسياسات.[9]