عمّان 27 تشرين الثاني (أكيد)- عُلا القارصلي- استطلاعات الرأي تُعدّ من أهم مؤشرات التعرّف ليس فقط على حالة المنافسة الانتخابية، بل كذلك على جوانب متعددة من تطور الحياة السياسية وشعبية السياسيّين والقادة والسياسات في الدول الغربية، وبخاصةً الولايات المتّحدة الأمريكية.
وانطلاقًا من هذا النمو والتطوّر في مجالات الرأي العام وقياسه، أصبح التعرف إلى رؤية الآخر للقضايا العربية أدقّ وأكثر علمية وأهمية من السابق، لذا يتوجب على الإعلام المحلي نقل استطلاعات الرأي التي تتعلق بالقضايا العربية ليتعرف المجتمع المحلي على رؤية المجتمعات الغربية لها.[1]
تتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) نقل وسائل الإعلام المحلية لاستطلاعات الرأي التي أجرتها؛ وسائل إعلام أمريكية وكذلك وإسرائيلية لقياس الرأي العام بما يخص الحرب الراهنة على غزّة.
وتبين لـ (أكيد) عدم اهتمام وسائل الإعلام المحلية بنقل استطلاعات الرأي التي توضح تأثير الحرب على غزّة في مكانة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ بعد أن كان الشعب الأمريكي يؤيد سياسة أمريكا الداعمة لإسرائيل في الحرب على غزّة، أصبحت الحرب تؤثر بشكل واضح وكبير على مكانة بايدن، وهو ما أكده خبراء أمريكيّون، هذا على الرغم من التقديرات بأن شؤون السياسة الخارجية نادرًا ما تؤثر على المشهد العام للسياسة الداخلية.[2]
فبعد أن كان الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 34 سنة، يمثّلون الفئة التي اعتمد عليها بايدن للتفوّق على منافسه دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، حيث أعطته فارقًا بأكثر من 20 نقطة، أصبح الشباب اليوم سببًا بتراجعه. فقد بيّنت استطلاعات الرأي وجود استياء كبير بين أوساط الشباب بشأن تعامل بايدن مع السياسة الخارجية والصراع بين إسرائيل وحماس، حيث رفض 70 بالمئة منهم طريقة تعامل بايدن مع الحرب وفق أحدث استطلاع لشبكة NBC. وتقدم ترمب على بايدن بفارق نقطة وفق استطلاع CNN، وبفارق نقطة وفق استطلاع أجرته كلية الحقوق في مدينة ماركيت بولاية ميشيغان، فيما أظهر استطلاع جامعة كوينيبياك تفوق ترامب بفارق تسع نقاط، بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة. [3] [4] [5] [6]
ولم تكن شعبية بايدن وحدها التي تأثّرت بفعل الحرب على غزّة، فقد تراجعت كذلك شعبية نتنياهو بشكل كبير وفق استطلاع رأي أجرته صحيفة معاريف، حيث بيّن الاستطلاع أن 29 بالمئة فقط من الإسرائيليّين يرون أن رئيس الوزراء الأنسب هو بنيامين نتنياهو مقابل 50 بالمئة لصالح زعيم حزب الوحدة الوطنية، بيبي غانتس، وأظهر الاستطلاع أيضًا توقع تراجع قوة الليكود برئاسة نتنياهو إلى 17 مقعدًا في الكنيست، مقابل توقع تعاظم قوة حزب غانتس إلى 42 مقعدًا.[7]
ويدعو (أكيد) وسائل الإعلام المحلية إلى ضرورة الاهتمام بنقل ومناقشة نتائج استطلاعات الرأي التي تبيّن مواقف الغرب من القضايا العربية الساخنة عامةً، ومن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي خاصة، وإظهار التغيّر الذي تسبّبه الحرب في غزّة على الرأي العام الأمريكي والإسرائيلي.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني